آخر الأخبار

الاهمال و اللامبالاة يهددان مكانة مراكش التاريخية والحضارية

أفاد بيان الجمعية المغربية لحقوق الانسان فرع المنارة مراكش، أن مدينة مراكش، تستقبل بوم التراث العالمي وآثار الزلزال والإهمال واللامبالاة تهدد مكانتها التاريخية والحضارية.

وأوضح البيان الحقوقي ، انه في مثل هذا اليوم من كل سنة يحتفي العالم بيوم الثراث العالمي، وفي الجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع المنارة مراكش، والتزاما منا بما حدده المجلس الدولي للمباني والمواقع الأثرية (ICOMOS) خاصة حفظ وحماية واستدامة مواقع الثراث الثقافي والحضاري بناء على مبادئ الميثاق الدولي لسنة 1964. ووفقا لتقارير الجمعية المغربية لحقوق الإنسان وعمليات رصد وتتبع وضعية المعالم والمواقع الأثرية بالمدينة، فقد سجلنا ما يلي:
1- قبل كارثة الزلزال عانت مدينة مراكش من سياسة ارتجالية في تدبير الفضاء العام، وكنا حينها في الجمعية ننبه باستمرار لمخاطر تدهور الوضع البيئي خاصة مطارح الأزبال في منطقتي العزوزية وتامنصورت، واقتلاع نسبة كبيرة من الأشجار بدعوى توسيع الشوارع، واقتلاع نسبة كبيرة من الأشجار خاصة بعرصة البيلك والحديقة المحادية للكتبية، وايضا اقتلاع أشجار الزيتون والكواتشو بأهم شوارع المدينة، إضافة إلى اهمال الفضاءات الخضراء والعديد من البساتين كأكدال باحماد وجزء من حدائق إكمال، كل هذا أدى إلى نقص الاكسجين بنسبة 60%.
2- فشل مشاريع الترميم واعادة التأهيل بسبب طابعها المقاولاتي المفتقر للدراسة التقنية والعلمية المتعارف عليها عالميا والمنسجمة مع مبادئ منظمة اليونسكو، مثل انهيار جزء مهم من مسجد مولاي اليزيد بحي القصبة وانهيار جزء كبير من مسجد خربوش بجامع الفنا والاضرار الكبيرة التي لحقت المسجد الكبير بباب دكالة، وتضرر مسجد وضريح مولاي علي الشريف ، كما أن العديد من المساجد العتيقة بالمدينة العتيقة انهارت صوامعها ولازالت لم تخضع للترميم بعد ، بالاضافة الى اسمرار الشقوق وآثار التخريب بمسجد الكتبية، وعدم صمود الأجزاء المرممة من السور التاريخي المهشمة بعض اجزاءها والتي تخضع مرارا للترميم دون أن تحقق الفعالية والجدوى المطلوبة ، هذا السور الذي يعود للقرن 12 الميلادي والأضرار التي لحقت مجموعة من أبواب السور.
3- الإهمال الذي يلاحق مجموعة من المعالم الأثرية مثل ضريح يوسف بن تاشفين والأسواق التاريخية ومعلمة اكدال واكدال باحماد وغياب التشوير واللوحات التعريفية بالابعاد التاريخية والحضارية لهذه المعالم.
4- سيادة العشوائية والارتجالية في أعمال الترميم والتأهيل مثل ما وقع بقصر الباهية حيث اتجهت الاعمال إلى التجديد وليس الترميم بمعايير علمية تحافظ على القيمة التاريخية والحضارية لمثل هذه الآثار.
5- غياب الارادة الحقيقية في ترميم وإصلاح ساحة جامع الفنا المصنفة كثراث لامادي عالمي منذ سنة 2001، كما أن تحويل فضاء كبير من الساحة إلى مطعم قد أضر بمعالم الثراث الشفهي الإنساني مع استمرار تجاهل مطالب مجموعة من منشطي ومزاولي حلقات الثراث الشفهي وضمان عيشهم الكريم.
6- لم يعد السور التاريخي المتهالك يخفي معاناة فضاء المدينة العتيقة الممتد على مساحة 700 هكتار، حيث تواصل انهيار المنازل العتيقة قبل الزلزال وبعده.
إننا في الجمعية المغربية لحقوق الإنسان إذ نجدد التنبيه لنواقص سياسة المدينة فإننا أيضا نجدد مطالبنا ب:
1- اعتماد سياسة واضحة لتدبير وتثمين التراث المادي واللامادي في إطار واحد عوض كثرة المتدخلين
من وزارة الثقافة ووزارة الأوقاف والوكالة الحضرية والخواص والانفتاح على المنظمات غير الحكومية وتشجيع البحث العلمي.
2- اعتماد الشفافية في البحث والتقصي حول المشاريع المستفيدة من المال العام مثل برنامج تثمين و تأهيل المدينة العتيقة ومراكش حاضرة متجددة.
والكشف عن التلاعب في ميزانيات التأهيل والترميم.
3- تثمين الثراث المادي واللامادي ليس كمجرد احتفاء سياحي وإنما كثراث تاريخي وحضاري ملك للإنسانية مع ما يتطلبه ذلك من حفظ الذاكرة التاريخية والثقافية للمدينة.
4- التدخل العاجل من أجل وقف النزيف البيئي والاهتمام بالتشجير والحدائق العامة وفضاءات الترفيه والانارة العمومية والهندسة العمرانية.
5_ نخشى أن تكون الاشغال المتوقفة منذ شهور بساحة جامع الفنا ،أن تشكل مجالا لطمس المعالم التاريخية والثقافية والحضارية للساحة التي تشكل ثراثا إنسانيا وثقافيا ، خاصة أنه بدأت بعض معالم بعض التغييرات تهم محيطها
إن مدينة مراكش في تغير مستمر نحو الأسوء ونحن في الجمعية المغربية لحقوق الانسان نحمل السلطات الوصية على ما آلت إليه المدينة من فوضى مرورية واختناق الطرقات وارتجال سياسة المدينة وتأثير ذلك على وضعية مآثرها التاريخية.