بعد لحظات سآخذ بعضي مع ما بقي مني من وجع و الم تجرعته على مدى أسبوع ،في اتجاه الرباط على أمل الدخول غدا صباحا للمصحة .
كان بالإمكان كما غيري من خلق الله من مختلف الأمراض و في جميع التخصصات أن يجد في أسفي ما يغنيه عن السفر إلى مراكش و الدار البيضاء و الرباط ، للأسف الشديد أحس بمرارة قاتلة أن تحمل نفسك و تتحمل معاناة المرض و معاناة السفر …
ساطرح السؤال بكل الوقاحة الممكنة
هل أسفي لا توجد في أجندة الحكومات المغربية منذ الاستقلال مع مبارك البكاي إلى حكومة بنكيران و العثماني ،الثابت أنها أشبه بقرية في طور التنمية .
هل أسفي فقط ضيعة و قد تحولت إلى شريط للعمارات السكنية حتى في افسد تصميم معماري مشوه بين جميع أرجاء المدينة
هل أسفي فقط مدينة لتفريخ المقاهي و الحانات و الفنادق و الاستثمار فيها ضد على ما تحتاجه المدينة من أولويات .
هل أسفي مدينة مهرجانات و ليالي صاخبة مع ما يرافق ذلك من هدر للمال العام كان يجب أن يتحول إلى أمور لها. الصفات الاستعجالية ذات الصلة بصحة المواطنين
أن يحمل المرضى أنفسهم خارج أسفي إهانة صريحة لكل من يدعي أنه مسؤول بمختلف الأجهزة المسؤولة وزارية و إدارة ترابية و منتخبين بالجماعات و البرلمان بغرفتيه.
أن يحمل المرضى أنفسهم خارج أسفي في أوضاع صحية متردية و مقلقة إهانة لمدينة أسفي التي لا يزال البعض يجتر و يردد أخبار الماضي بأن أسفي كانت في عهد كذا و مع كذا في محاولة لإبعاد الناس عن حقيقة أسفي ..
أسفي في تراجع مميت على جميع الأصعدة إلا فيما يتعلق بالأنشطة و النشاط الذي له صبغة فانتازيا و جمع الصور لمحترفي المناسبات ..
عندما تحمل مريضا خارج أسفي بعيدا عن بيته و أهله و حتى التلوث الذي تعود عليه فإن في ذلك إهانة للجميع ،
أتحدث بمرارة و أقسو على نفسي لأنني من تراب هذه الأرض لأكثر من خمسة اجداد و آب و ام و أخوة سبقوني إلى تراب هذه الارض راسمالنا حب الأرض و التراب دون سواهم إلى الزوال أقرب .
بقلم : ابراهيم الفلكي