المبارك الگنوني
استوقفتني الصورة اسفله التي تقاسمها على صفحات ” اصدقاء المتقاعد” السيد محمد انزار مشكورا.
شاب يحمل أمـه على ظهره لما وهن عظمها وتوقفت أعصاب قدميها عن الحركة،صورة جعلتني اوقن ان العالم لازال بخير وان البرور بالوالدين يعتبر اكبر منة في ديننا الحنيف. “وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا”.صــدق الله آلعــظــيـم.بر الوالدين من أحب الأعمال إلى الله ،فرضا الله فى رضا الوالدين وهما أحق الناس بالمعاملة الحسنة ، وقد فضل الاسلام بر الوالدين على الجهاد كما جاء في الحديث الشريف ،كما ان بر الوالدين يُطيل العمر ويوسع الرزق ، فمن بر بوالديه فقد قرب نفسه من الجنه. أترككم مع هذه القــصـة الزاخرة بالأقداس و العبر: “رجل توفيت والدته قبل ان يحصل عــلـى شغل .. وكانت أمه تعمل بالخياطة وتعطيه النقود وتمنعه من العمل وتحش على إكمال الدراسة ففعل ما إرادت ووفقه اللـہ ،و حصل على وظيفة جــدّ محترمــة ..وكانت نيته ان يعطي من راتبه لأمه ليسد بعض من جمائلها عليه..لكن شاء الله وتوفيت رحمها اللـہ فحزن قلبه وبكى عليها كثيرآ.. ونذر لله تعالي ان يدفع ربع راتبه للفقراء ناويآ الأجر لأمه. يُــقــسم هــذا الشاب الخلوق بأنه من ثلاثين سنه من وفاة أمه لم تفته سجدة إلا وقد دعا لهـا . ويتصدق ويحفر الابار لها .. ووضع في عدد من المساجد مديــنـتـه برادات للماء وقفا لها كـــصــدقــةٍ جارية لها. وفي يوم خرج للصلاة فرأى مجموعة من الرجال يضعون برادة ماء في مسجد حيهم فضاق صدره وقال وضعت برّدات في كلّ المساجد بمدينتي ونسيت ان أضع برادة في مسجد حينا! وبينما هو يفكر إذا بالامام يلحق به ويقول: يا أبو بندر جزاك اللـہ خيراً على برادة الماء التي زودت بها مسجد حيّك ..!استغرب وقال: لا والله انها ليست مني!! فقال الامام: بلى إنها منك..اليوم احضرها ابنك وقال انها منك! فإذا بابنه يقبل ويقبــّل يده ويقول: يا أبي انها مني ونويت أجرها لك.. فتقبلها سقاك اللـہ من أجرها بسلسبيل الجنة..فسأله الأب: “وكيف احضرت ثمنها ياولدي وأنت في الأولى من الثانوي ولاتعمل؟!!” فقال له: “من خمس سنوات أجمع مصروفي وعيدياتي وجميع ما أملك من نقود لأبرّ بك كما بررت بجدتي رحمها اللـہ واضع لك وقفا”.سبحان الله !البر لا يبلى والذنب لا ينسى ..و كما تدين تدان وسيعود البر لك في أولادك..والعقوق كذلك سيرجع يوما..ربي أرزقني بر والداي ما حييت وأجعلهم راضيين عني في حياتهم ومماتهم آميــــــــن يا رب العالمين.