جمال العسري
الكارثة … الفاجعة … المصيبة … أحكام بالسجن في حق 20 أستاذا !!!!
النكسة … النكبة … الذبحة … هذا ما يعيشه قطاع التعليم …
جميعنا نتحمل المسؤولية … و رأس المسؤولين قياداتنا النقابية …
في سابقة خطيرة … أيدت محكمة الاستئناف بالرباط، الحكم الصادر في حق الفوج الأول من الأساتذة و الأستاذات المتابعين منذ شهر مارس 2021 على خلفية مشاركتهم في احتجاجات التنسيقية الوطنية للأساتذة و أطر الدعم الذين فرض عليهم التعاقد … و هكذا أيدت المحكمة الحكم بشهرين موقوفة التنفيذ في حق 19 أستاذا وأستاذة …و 3 أشهر حبسا نافذا في حق الأستاذة المناضلة “نزهة مجدي” …
أي دولة هذه التي تسجن أساتذة تلاميذتها … تسجنهم لا لذنب اقترفوه … سوى ممارسة حقهم الدستوري … في الاحتجاج و الإضراب ؟؟؟ أي دولة هذه التي بدل أن تحتفي بأساتذتها … تزج بهم في المعتقلات بجانب المجرمين ؟؟؟ أي دولة هذه التي تسجن أساتذتها فقط لأنهم خرجوا دفاعا عن المدرسة العمومية … دفاعا عن مصلحة مثلث التعليم ( المدرسة/الأستاذ/التلميذ) ؟؟
ثم من أوصلنا لهذه الكارثة … من أوصل أسرة التعليم لهذه الحالة ؟؟ ألا نتحمل نحن كأفراد هذه الأسرة جزء من المسؤولية … بعد أن ابتعدنا عن طريق النضال … و بعد أن قطعنا حبل التضامن الذي كان يربط بعضنا لبعض … و كنا كأعضاء الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر و الحمى … ؟؟
ألا تتحمل قياداتنا النقابية جزءا آخر من المسؤولية … بهذا التشتت النقابي … و التقسيم النقابي … على قول “علال بلعربي” .. تحزيء المجزأ … و تقسيم المقسم … و تخليها عن خط النضال … و توقيعها على بياض … و غرقها فيما يسمى ب ” الحوار القطاعي ” … ألم تشعل بهذا الضوء الأخضر … ليعمل سكين الاستبداد في جسم أسرتنا أسرة التعليم … ما يعمله سكين الجزار في ذبيحة عيد الأضحى …
أمام هذه الكارثة … الفاجعة … المصيبة … لا يمكن لكل عبارات التنديد و الاستنكار و الإدانة … أن تفي بغرض إدانة و استنكار و التنديد بهذه الأحكام … و لا يمكن لكل عبارات التضامن أن تعبر عن تضامننا المطلق و المبدئي و اللامشروط مع الأساتذة الصادرة في حقهم هذه الأحكام / النكبة …
و أمام هذه الكارثة … أليست هي المناسبة … للعودة خطوة للخلف … نقابات و أساتذة … خطوة للخلف و التوقف مع الذات … خطوة للخلف للقيام بنقد ذاتي كل من طرفه … خطوة للخلف لرؤية المخاطر المنصوبة في طريقنا و نحن نسير على هذا النهج … خطوة للخلف للعودة إلى السكة … سكة النضال … سكة التضحية … سكة التضامن … سكة التآزر … و لنتذكر جميعا قصة الثيران الثلاثة و الأسد … و لتكن عبرة لنا …