مغربي عضو ” ملاحظ ” في مجلس الثورة
مع طلال سأتعرف على محكوم آخر بالاعدام ومن معه 99 % من مفاتيح الحل لمشاكل اللاجئين المغاربة بالجزائر: مجيد العراقي، وهو في الأصل مهندس زراعي وثاني اثنين من الذين ابتدأ بهم مغرب الاستقلال التفكير في حل المسألة الزراعية بإنشاء مكتب الري الى جانب محمد الطاهري مدير هذا المكتب (صاحب مكتبة الطاهري بإقامة قيس بالرباط) وذلك قبل أن يحترقا بنيران الاتحاد الوطني للقوات الشعبية. أما محمد الطاهري، (وهو الشقيق الأكبر لعلي الطاهري الذي جاء إلى منظمة 23 مارس مرورا بحلقة المهدي بنبركة)، فقد اختار الابتعاد بعد لجوئه لفترة بالخارج وتحول الى التصوف والتاريخ وآخر مرة التقيته بها كان بصدد البحث عن جذور حركة محمد الحجامي الذي قاد هجوم القبائل على فاس أواخر ماي 1912 لالغاء معاهدة الحماية، والذي لم يشتهر كما اشتهر موحى وحمو الزياني وأحمد الهبة لدرجة أن الطاهري كان يعتقد أنه مات إذاك في ساحة المعركة وليس بعد ثلاثين سنة. أما مجيد العراقي فقد انخرط بالكامل في السياق الجزائري بعد انقلاب بومدين وصار رجل المغاربة بالجزائر ورجل الجزائريين لدى اللاجئين المغاربة بفضل شبكة علاقاته وبالخصوص بفضل علاقة الصداقة ثم المصاهرة التي جمعته بعضو مجلس الثورة شريف بلقاسم (تزوجا شقيقتين سويديتين).
كان مجيد العراقي هو صلة الوصل بيننا وبين الجزائر الرسمية حكومة وحزبا، وكل التسهيلات التي تمتعنا بها في الجزائر كانت تتم عن طريقه ولم يسبق لمنظمة 23 مارس أن كانت لها – بهذه الصفة – أية علاقة مباشرة مع السلطات الجزائرية. كان مجيد العراقي يقوم بهذه المهمات باعتباره عاطفا علينا وكان الجزائريون يتعاملون معه باعتبار ماموريته السابقة كممثل عن اللاجئين ومقرب من بنسعيد وجماعته. وعندما انتهى كل شيء مع الجزائر سيجد مجيد العراقي نفسه معزولا ومتخلى عنه تقريبا من طرف الجميع ليعود الى وطنه بداية التسعينات في ظروف غير مواتية ليموت بعد ذلك بقليل ملوما محسورا.
سيكون على الآن، وقد استقر بي المقام في الجزائر أن أشرع في انجاز المهام الضخمة التي تنتظرني: نشر فكر المنظمة ومواقفها، القيام بجميع العمليات التأسيسية في الخارج.. وبادئ ذي بدء يجب تبديد النظرة الضبابية التي كانت لدينا إذاك حول بعض الرموز التي كثر القيل والقال حولها في الكواليس والموجودة إما بالجزائر أو فرنسا أو سوريا: الفقيه الفيكيكي(بوراس)، محمد بنسعيد وخاصة عبد السلام الجبلي .