تزامنا مع استئساد وباء فيروس” كورونا ” على الإنسانية بعامة، خرج من رحم المعاناة مطبوعاً من مطبوعات المطبعة والورقة الوطنية بمراكش كتاب:” أحمد متفكر – ذاكرة وحضور ” لمقدمه والمنسق له الباحث سمير بن الحبيب الوناسي؛ والكتاب يتضمن مادة أشغال اللقاء التكريمي الذي انعقد برياض دار الشريفة السياحي والثقافي بمراكش بتاريخ 27 فبراير 2019م. واللقاء من تنظيم” مؤسسة مراكش – رياض دار الشريفة “، و” مركز محمد المختار السوسي للدراسات والأبحاث ونشر التراث “؛ وهو من الحجم المتوسط( 24/17 ) في ( 160 صفحة ).
وقد تضمن كل ما تم تقديمه في اللقاء المذكور من شهادات- شعراً ونثراً – وعروض، وشهادات بعضها ألقي في الإذاعة الجهوية بمراكش.
تم استهلال الكتاب بشهادتين مائزتين وباذختين لشخصيتين مغربيتين مرموقتين، في إهداء كتاب للأستاذ أحمد متفكر؛ الأولى للدكتور الشيخ والفقيه والأديب عبد السلام الخرشي( رحمه الله )؛ جاء في إهداء كتابه” فقه الفقراء والمساكين في الكتاب والسنة أو الحل الإسلامي لمعضلة الفقرللباحث أحمد متفكر« الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. بمزيد من الحبور والانشراح أهدي هذه النسخة إلى أخي الأستاذ البحاثة الفاضل المحترم، الأصيل في كرمه وعلمه وتعامله وحيائه، السيد أحمد متفكر، الرجل الذي منَّ الله به على هذا البلد الشديد الحاجة إلى أمثاله في الصبر والأناة والتحمل، واستكناه نفوس ذوي المعرفة والعلم والثقافة والمحاسن- وأنت بارك الله فيك في طليعتهم – فطالما أجرى الله الخيرات الغزيرة على يديك فأُسْبِغَتْ عليهم حِساً ومعنىً، فلله درُّك من مسدد، اخترت طريقا فريداً فبرَّزتَ فيه، أحيا الله بك ذكر كثير من الفضلاء والأخيار، ووصل بك ما كاد ينصرم في هذه الديار.. زادكم المولى عزاً وقبولاً ورفعة وشموخاً، وحفظكم في الأهل والذرية إنه سميع مجيب.. أخوكم : عبد السلام الخرشي ». والثانية للمؤرخ المغربي، الخبير في المخطوطات والوثائق ورائد البحث المصدري أحمد المنون( رحمة الله عليه ) في إهداء كتابه” تاريخ الوراقة المغربية “؛ ورد فيه:( إلى الأستاذ الباحث الجاد في متابعة الكشف عن أمجاد مراكش العزيزة حتى يضيف الجديد لعمل أسلافه الرائدين، السيد أحمد متفكر الوافر الاحترام.. مع متمنياتي له مزيدا من النشاط في مشاريعه كشفاً ونشراً وجمعاً – 13 شعبان 1412. 18 فبراير 1992.. محمد المنوني ).
استهل الباحث سمير بن الحبيب الوناسي كتابه هذا بمقدمة بشر فيها بمحتوياته، وبالفاعلين في إنجازه، ثم ترجمة مقتضبة للباحث أحمد متفكر المحتفى به، وعرج على منجزاته في الصحافة المكتوبة- مجلات – وكذا كتبه التي تجاوزت الخمسين كتاباً…
وبما أن الكتاب كتاب تكريم فقد حظي بتقريظ للدكتور محمد الحاتمي أستاذ التعليم العالي كلية الآداب جامعة ابن زهر، أكادير؛ استهله بتحديد مفهوم التكريم بعامة، وشدد على الرابطة بين المكرم والمكرمين اليوم( مدينة مراكش )، وفصل في مناحي وصور التكريم في الكتاب.
أما الدكتور أحمد زيادي فقد جرى تصديره للكتاب في سياق إبراز وظيفة التكريم باعتباره إبراء لذمة المكرِّمين في حق المكرٌَم، وعاد إلى إبراز الظاهرة؛ ظاهرة التكريم فاعتبرها من بنات أفعال الأجداد في التراث الأدبي المغربي الغميس، رافعاً بذلك التهمة التي حاول البعض إلصاقها بالمغاربة في هذا المجال، ثم قدم عرضاً لما اشتمل عليه الكتاب، وشفع ذلك بملاحظات صنفها في نقط استبطنت نقداً وتوجيهاً…
بعد هذا تم فسح المجال للجهتين المنظمتين في شخص رئيس مؤسسة مراكش- رياض دار الشريفة السيد عبد اللطيف آيت عبد الله، ورئيس مركز محمد المختار السوسي للدراسات والأبحاث ونشر التراث السيد عبد الوافي رضى الله تناول كل واحد منهما ما رآه واجباً؛ تعبيراً عن الابتهاج بالمناسبة، والإشارة إلى وصف كيف تم التخطيط لها، مع الإشادة بالمكرم؛ الباحث الأستاذ أحمد متفكر. وختم هذه الكلمات الدكتور محمد آيت لعميم باعتباره فاعلاً مهماً في إنجاز هذا التكريم وتسيير فقراته، فكانت كلمته مدخلاً للمادة وتنويها بالجهود وإطراء مشروعٍ للمحتفى به ما دام له كل ذلك الإنتاج الغزير.
الشهادات والعروض جاءت مسرودة في الكتاب على هذه الشاكلة وبنفس العناوين والترتيب:” عظماء مؤلفون عصاميون، أناروا تاريخ مراكش بأبحاثهم ومؤلفاتهم… الأستاذ أهمد متفكر أنموذجاً ” للأستاذ الباحث المختص في تراث الملحون عبد الرحمن الملحوني.” المتفكر المحمود ” للدكتور فيصل الشرايبي الأستاذ بكلية الآداب عين الشق- الدار البيضاء.” أنت بما أدبجه جدير ” قصيدة للشاعر والكاتب إسماعيل زويريق.” الأستاذ أحمد متفكر ذاكرة مراكش الحية المتجددة ” للدكتور العميد سلفاً والأستاذ بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بني ملال محمد أزهري.” أحمد متفكر ذاكرة زهية لحاضرة البهجة ” للدكتور مولاي المامون المريني الأستاذ بمدرسة العالمية العليا- مسجد الحسن الثاني الدار البيضاء. دراسة” الباحث أحمد متفكر وإنقاذ التراث العلمي والفكري للشيخ الرحالي الفاروق من التشتت ” للأستاذ الكاتب والناقد عبد الرحمان الخرشي.” عزف منفرد على قيثارة الحمراء ” للأستاذ الباحث والأديب محمد إكرام السباعي.
وختم صاحب الكتاب كتابه هذا بملحق تناول فيه جملة من الشهادات كانت قد مرت عبر الأثير؛ أثير إذاعة مراكش الجهوية بتاريخ 3 – 6 – 2017م؛ وهي لكل من: الأستاذ الباحث محمد الصالح بنخلدون، الدكتور مولاي المامون المريني، الشاعر والباحث جلول دكداك، الدكتور الطبيب جمال الدين بن عبد السلام بن الشرقي الأحمدي، الشاعر والكاتب إسماعيل زويريق، الأستاذ الباحث والأديب محمد إكرام السباعي، الكاتب والناقد عبد الرحمان الخرشي، الشاعرة حبيبة الصوفي، الأستاذ الفاعل الجمعوي عبد العزيز الحوري، الأستاذ والفاعل الجمعوي عبد الهادي هبة.
وختم الكتاب بـ” خاتمة لجوامع الخير “؛ وهي كلمة مقتضبة ومركزة للمحتفى به ألقاها في نهاية الحفل التكريمي؛ إقراراً بالجميل، وتثميناً للجهود، كما تنطوي على شكرٍ ودعاء !
.عبد الرزاق الحيحي