وقد كان أغلب الجنود العثمانيين المرسلين ضمن هذه البعثات من ذوي الرتب المتوسطة والعليا، وذلك لأن الهدف الرئيس لم يكن القتال ضمن صفوف الجيش المغربي بالأساس، وإنما تأطير وتكوين وتدريب الجنود المغاربة وفق آخر التقنيات الحربية لذلك العصر سيما وأن الأتراك وقتها كانوا متمرسين بالحرب ضد القوى الاستعمارية الأوروبية الكبرى…
وكلمة “ضباشي” هي اختصار للكلمة التركية “أوضة باشي” التي تعني الرتبة العسكرية الموازية لدرجة الملازم، وهذا انفراد لصفحتكم الغراء “مراكش مدينة الألف سنة” إذ أن جميع المراجع تذكر أن كلمة “ضباشي” هي رتبة عسكرية، لكنها تقف عند هذا الحد دون تحديدها، وهو ما توفقنا فيه نحن بفضل الله سبحانه وتعالى…
كما تذكر مصادر التاريخ أن هذا التعاون المغربي/العثماني لم يشمل فقط فئة الجنود وقادتهم فحسب، بل إنه امتد لإرسال الأتراك لقطاع من الخبراء وعلى رأسهم مهندسون عسكريون ومدنيون، وهو ما خلدته بعض الدروب التي استقروا فيها وذلك على غرار درب سنان بحومة المواسين وهو نسبة إلى المهندس العسكري العثماني الشهير “سنان بن عبد المنان”، أو درب “اسمارة قنديل” بحومة سيدي عبد العزيز نسبة إلى المهندس العثماني ذي الأصل السمرقندي…
وتعتبر حومة “درب ضباشي” من أكثر الحومات التي لديها حدود مباشرة مع حومات أخرى؛ إذ أنها تتصل بحدود مباشرة مع 6 حومات هي القنارية وجامع الفنا عن طريق الفوالين أو الحمامصية والرحبة القديمة وسيدي بولعبادة وبن صالح وعرصة الغزايل، كما أنها قريبة جدا من حومات أخرى مثل سيدي أيوب وعرصة الحوتة، وقريبة إلى حد معقول جدا مع حومات رياض الزيتون الجديد ودوار ڭراوة وباب أغمات وأزبزط وسيدي إسحاق.