إدريس المغلشي
عبثا يحاول البعض تلميع صورة رئيس الحكومة مما يدفعنا لوضع سؤال بريء هل فعلا يصمد هذا الفعل أليس من ورائه ثمن مدفوع هل هو عمل بدون مقابل ؟ اظن لايختلف اثنان ان كل المؤشرات والوضع الذي تعيشه وضعية اغلب المواطنين بين رهانات مرفوعة لتأهيل قطاعات غير واضحة بينها الصحة والتعليم و التي لازالت مؤشراتها مؤجلة وغير موجودة على ارض الواقع لتصل خدماتها للمواطنين وفي المقابل معها مسار يخطو خطوات سريعة كملاعب كرة قدم لتكون جاهزة في سنة 2030 . ان الكل يجمع أن رغم كل المجهودات المبذولةتبقى أسوأ حكومة في تاريخ المعرب من خلال معطيين اساسين واضحين .الاول ارتفاع اسعار المواد الأساسية لمستوى غير مسبوق لم يعد في متناول الطبقة المتوسطة مما يجعلنا أمام وضعية اقتصادية مأزومة تدافع عنها الحكومة بعوامل خارجية دون الالتفات الى الوضع الداخلي .والامر الثاني ارتفاع نسبة البطالة الى رقم غير مسبوق 21.3% لم تسجله السياسات السابقة و يقف امامه المسؤول الحكومي دون تقديم اجابات ولا اجراءات عملية مقنعة .مادمنا نعيش حالة من الصمت والتواطؤ المريب لكل المتتبعين والمدافعين وفي ظل وجود معارضة تشكو ضعفا بنيويا كميا وكيفيا غير قادرة معه على التواجد لإسماع صوتها. لعل من اسوأ الحالات التي تعيشها السياسة أن نعاين فترة انتدابية لم يتبق منها سوى سنتان فقط تتبادل فيها الأطراف اتهامات بالتقصير عوض تقديم بدائل عملية تخدم مصالح الناس وتخفف من وضعهم المأزوم وفي هذا السياق وكالعادة ففاقد الشيء لايعطيه عاينا كيف شهدت جلسة البرلمان يوم الإثنين كالعادة صورامن اللغط والضجيج ليس دفاعا عن مواطنين لم يجدوا سبلا للعيش الكريم ولا المحتجين القادمين من مناطق تضررت من الزلزال دون ان تجد لوعود الحكومة اثرا على ارض الواقع .بل عاينا كيف دافعوا عن مشارعهم وعن مصالحهم الشخصية . في ظل المناخ العام الذي يطبع نقاشنا السياسي المتردي والذي يعيش مرحلة من الانحطاط عوض مناقشة قضايا المجتمع كيف تحولت قبة البرلمان الى جلبة لتصفية الحساب بين رجل اعمال جاء لحماية مشاريعه مع معارضة هجينة تبحث عن موقع قدم في الساحة السياسية بعدما فقدوا البوصلة والمصير . مما يؤسف له ان نعيش خطابا شاردا غير مقبول وكيف يحتج المواطن امام البرلمان لعله يسمع صوته لمن هم يناقشون بداخله قضايا بعيدة كل البعد عن همومه اليومية صورة تدين الجميع مادام قدومه هناك دليل مادي لانعدام اذن صاغية من محل سكناه الى مكان صدور القرار .الم يقل جلالة الملك في أحد خطبه ان المواطنين يلجأون إليه بعدما ضاقت بهم السبل وأغلقت في وجههم الأبواب ،في أعلان تام عن افلاس الوساطة السياسية بالمغرب بعدما تخلت عن كل ادوارها النبيلة. الضجيج في النقاش بالفضاء التشريعي يجب ان يتحول من الدفاع عن مواقع ومناصب ومكاسب إلى الذوذ عمن وضعوا الثقة في الفاعل السياسي .للأسف أخنوش يفقد في كل لحظة رصيده السياسي بالتخلي عن التواصل الفاعل مع المواطن بافتعال معارك وهمية مع خصوم سياسين لن يقدموا اي انجاز .فالعجز يقتضي مواجهته وليس التهرب منه. المتابع لم يعد يخفى عليه مثل هذه المناورات الفارغة والبليدة فيما يشبه الانتحار السياسي للأسف الشديد .