لماذا تصمد الاراء والمواقف الخاطئة رغم توفر كل الدلائل والمعارف العلمية والواقعية التي تثبت خطاها؟ لماذا يقاوم الناس الذين يتوفرون على قدر من المعرفة والقدرة على التمييز بين الصالح والطالح التغيير ويتشبثون بما لايقوم على اساس صلب؟
لماذا. يلتصق الاسلاميون بفكرة “الاسلام هو الحل” رغم ان تجريب هذه الفكرة، البشرية التي صاغها ا خواني سابق تخلى عنها، قد ادت الى كوارث من قبيل داعش وممارساتها الوحشية وارهابها واساءتها القصوى للدين الاسلامي
ولماذا يتوزع اليسارجماعات صغيرة بلا عمق مجتمعي ولا قواعد انتخابية رغم انها لاتمتلك مشاريع مجتمعية مختلفة ولايمكن التمييز حتى بين مواقفها السياسية من اغلب القضايا،
بل لماذا لم يستطع الحاكمون القطع مع منطق التقويم الهيكلي الذي ترسخ مند ثمانينات القرن الماضي رغم تغير الائتلافات والتحالفات الحكومية مند ذلك الوقت؟
ولماذا قاومت الادارة كل برامج التحديث وتطوير الحكامة وترشيدها مند انطلاق الصيغة الاولى لبرنامج حكامة في نهاية تسعينات القرن الماضي ولماذا تسيد فيها الفساد وتم ثوارثه جيلا بعد جيل؟
ولماذا لم تنتج مختلف البرامج الاجتماعية مند برنامج الاولويات الاجتماعية (باج) مرورا بالمبادرة الوطنية للتنمية البشرية ووصولا الى برنامج محاربة الفوارق الاثار المرجوة والنتائج المستهدفة.ولماذا لاتؤثر التغيرات التي حدثت في الوسطين الحضري والقروي على ذهنيات وسلوكات الافراد والجماعات
ربما يجد من يقرا هذا المقال بعض عناصر الجواب، لكن الاهم هو التفكير مليا في الاسئلة المطروحة وربما الانطلاق منها لطرح اسئلة تهم هنا والان بشكل يتجاوز المقاومات الذهنية والثقافية والايديولوجية والسياسية التي تضيق الافق وتجعل الالتصاق بالقبيلة والموقع والمصلحة يغلب على ماعداه.
ويرسخ محافظة واعية او غير واعية بحسب الاشخاص والجماعات والتاثيرات التي يمارسها قياديون او وسائل اعلام او ديناميات المجموعات التي تضعف او تحيد التفكير العقلاني.
محمد نجيب كومينة / الرباط