آخر الأخبار

أسواق عشوائية بقارعة طرق مراكش تحرم الساكنة طمأنينة الحياة

يبدو أن رعاية مصالح المواطنين بمدينة مراكش و الحفاظ على أمنهم و سلامة ممتلكاتهم لم تعد من أولويات السلطات المحلية . فلا الشكايات وجدت صدى ، و لا الصحافة غيرت من الواقع في شيء ، في حين تبقى غالبية سكان أحياء مدينة مراكش ” العالمية ” و أزقتها العامة ، التي هي شرايين الحياة ، محاصرة من قبل عشرات الباعة الجائلين ، الذين باتوا ينصبون عربات و منصات عرض السلع و الخضر و البضائع ، قسرا ، أمام المنازل و الدكاكين ، و بمداخل الدروب و الأزقة الفاصلة بين الشوارع ، بشكل لم يعد يسمح لسكان بعض الأحياء من التصرف بأريحية في ممتلكاتهم العقارية و منقولاتهم الخاصة ، و أزقة حي ” تاشفين أزلي ” و محيط إعدادية المختار السوسي ، و أحياء المسيرة بالقرب من مقاطعة الحي الحسني ، و دوار إيزيكي ، و الوحدة 5 بالحي المحمدي ، دون الحديث عن كل ” سويقات ” و أزقة المدينة القديمة ، و سيدي يوسف بنعلي ، تبقى كلها صور ناطقة عن البدائية و العفونة و النقط الساخنة لعمليات السرقة و النشل و ترويج الممنوعات ، في تواطئ صارخ مع بعض الأعوان و الموظفين المسخرين من مسؤوليهم المباشرين . بعض السكان يشتكي حرمانه من إخراج الأفرشة و الأجهزة المنزلية من بيته ” المحاصر ” مجبرا على  “نقل الرحيل ” ليلا . و آخرون ممنوعون من إخراج سياراتهم من مرافئها بعد الساعة التاسعة ، حيث افترش الباعة سلعهم أمامها . و فئة تجد نفسها مرغمة على ركن سيارات الضيوف كلومترات على بعد منازلها . في حين تحيلنا شريحة سكنية أخرى على معاناتهم وقت الحاجة لوصول سيارة إسعاف في وقت قصير لنقل مريض في حالة خطيرة ، قبل أن تتجاوز مثل هذه الوضعيات التي أصبحت من سمات ” التسيب ” بمدينة مراكش . فإذا كانت السلطات المحلية ، في وقت سابق ، قد حصرت أعداد الباعة ” السائبين ” بتنسيق مع المجالس المنتخبة ، و أعدت لهم أسواقا مهيكلة و نموذجية للتجميع و تيسير الخدمة العامة ، فمن يتحمل مسؤولية السماح لآخرين باحتلال نفس مواقع سالفيهم ؟ هل هي توجيهات من أشخاص أو جهة معينة لتكرار عملية الإستفادة و ما يحيط بها من عمولة هنا و هناك ؟  ثم ما ذنب المواطن الذي وضع شقى العمر في شراء أو بناء مسكن يأويه و يؤسس يمه أسرة ” صالحة ” ، قبل أن يجد نفسه ، بين ليلة و أخرى ، وسط سوق عشوائي يحرمه رواده لذة العيش و طمأنينة الحياة ؟ و بالدارجة المغربية : ” شكون لي غادي يحمي ولاد و بنات ديورهم المربيين ” من شردمة اغتصبت سكينة مجتمعهم ضدا على الأعراف و القوانين ؟ هل الحل في ما بات يتداوله البعض بتشكيل عصابات الحماية المأجورة ؟