إدريس المغلشي
ليس بالسهل تناول قضية التعليم رغم وجود العديد من المقالات والدراسات والتي تقدم في الغالب تقاريرها بشكل أكاديمي ،المنطقة الخفية والغائبة في النقاش تلك التي يتم السكوت عنها او التواطؤ حولها وعليها .وعليه سأكون مجبرا ومدفوعا ونحن نتناول مسار الإصلاح الخاص بقطاع التعليم بتبني سياسة عدم الالتفات للوراء ولأزمنة سحيقة فكثير منا لا يتذكر محطاته أولا لكثرثها حتى أصبحت سلسلة مملة من التكراروالخيبات . ثانيا لأنها لم تخلف وراءها سوى ضياع فرص وهدر للمال العام .سننظر إلى الأمام بنفس إيجابي أملا في غد أفضل لكن الوزير وهو يقدم تقريره يوم الخميس6 نونبر بمؤشراته الصادمة والتي يمكن اعتبارها تصريحا صريحا وواضحا نحو إقرار حقيقة مفادها أمرين أساسين : الأول فشل 7سنوات من الرؤية الاستراتيجية أي منتصف مسار محدود زمنه (2030/2015) والثاني فشل منطلقات القانون الإطار المدبر للشان التعليمي إن اتفقنا على هذه التسمية . البوادر الأولى التي تعلن عن طفرة او ربما قطيعة مع السابق تبدو وكانها تحمل في احشائها مسببات الفشل والنكسة لأننا بكل بساطة نريد الإصلاح بأدوات ساهمت بشكل أساسي في الإخفاق .ونتساءل لماذا نكرر نفس المنهجية والوسائل ؟
(خارطة الطريق) ربما مفردة جديدة درجت عليها السياسات العربيةوالمغربية على وجه التحديدكإشارةعلى معطى البحث الحثيث لحلول لوضعيات جد معقدة . عنوان لم يعد يغري المتتبعين لأننا سئمنا الشعارات في ظل غياب الفاعلية والنجاعة لايمكن إغفال أحداثا واكبت هذه المستجدات بين تقرير وزير التربية الوطنية وافكار سناء الريسوني المكلفة بمهمة بالديوان. التي جاءت تحمل معها تباشير الإصلاح المزعوم حتى يثبت العكس لأننا اكتوينا بنار الادعاءات والشعارات الفارغة مادمنا نخرج من فشل تدبير مرحلة لنسقط في اخرى فمن حقنا ان نسائل كل مرحلة قادمة مادمنا غير قادرين على محاسبة الماضي الذي افسد كل شيء . ممثلة الديوان والناطقة الرسمية بالوزارة التي بحثت عن بيلوغرافيتها في كل الأمكنة فلم اجدلها أثرا سوى تصريح يتيم لها عبر شريط فيديو اعتقد انها تمثل جمعية للتعليم الأولي .وهنا تطرح إشكالية من يحمل التصور ؟ ومن له الحق التكلم باسم الوزارة؟ لأن كل كلمة سيصرح بها لها أثر ودلالات وتوابع فكل المراقبين سيأخذون كلامها على انه توجيهات . لقد بدت بعض المفردات مثارسخرية يتم تداولها في فضاءات التواصل .لم نلمس إجراءات وقرارات مطمئنة. مجرد وعود كسابقاتها شبهها احد الظرفاء بفقاعات صابون ستندثر متى حلقت في الهواء . لكن السؤال الذي يطرح نفسه باستمرار على اية ارضية يتحقق الإصلاح مادمنا غير قادرين على ترتيب الجزاءات لمراحل فشل سابقة ؟وهل يتحقق الإصلاح دون تحديد المسؤوليات ؟
التصريح الأخير للوزير الذي جاء يحمل معه ارقاما ومؤشرات صادمة تفضح سياسة “قولوا العام زين” والتي كثير ممن افسدوا الإصلاح يختبئون وراء نجاحات منفلثة نهاية السنة الدراسية والتي اصبحت الشجرة التي تخفي الغابة. الغموض في الإستراتيجية و التوثر الذي اصبح يطبع الساحة التعليمية عاملان اساسيان يساهمان بشكل كبير في تحديد آفاق الحل ضمن خارطة الطريق المزعومة . كل تأجيل أو تسويف إنما يؤخر فرص العلاج ويرمي أجيالا في متاهات الضياع والهدر والتسيب . لا نريد مصطلحات وعناوين براقة بل نريد ارادة تترجم الأحلام والوعود إلى حقيقة .وهو تحدي اعتقد ان كثير من البروفايلات المسؤولة في اللحظة الراهنة لا تمتلك الكفاءة المناسبة لأنها فاقدة للقدرة والجرأة .