كثيرا ما ردد أنصار حزب التجمع الوطني للأحرار لازمة ” أغراس اغراس اخنوش يا ولد الناس ” و التي تحيل إلى الجدية و الالتزام و سلك الطريق ( اغراس) المستقيم.
الحزب الذي طالما وصفته الأحزاب الوطنية الدبمقراطية ب ” صنيعة الادارة ” او الولد الثاني ( بعد الجبهة ) لوزارة الداخلية على عهد الوزير المخلوع، وهو الحزب الذي ظهر للوجود بعد حادثة الطائرة مع صهر الملك الراحل الذي كان يشغل وزيرا اولا، من سنة 1972 إلى 1979.
لازال المراكشيون يتذكرون انتخابات 12 نونبر سنة 1976 التي اكتسحها ” الأحرار ” على الصعيد الوطني طبعا بدعم من وزارة الداخلية وعمالها، لكنهم فشلوا في مدينة مراكش بزعامة عبد الله غرنيط ( صديق الدراسة مع الملك الراحل ) في الفوز برئاسة المجلس البلدي، نظرا لاستماتة مناضلي حزب الاستقلال ، الأمر الذي كلف بعضهم الذهاب إلى كوميسارية جامع الفنا، بعد تصديهم لتزوير إرادة المراكشيين سواء خلال الحملة الانتخابية التي عرفت تجند اعوان السلطة لدعم المرشحين ” الأحرار ” أو اثناء عملية تشكيل المكتب المسير لجماعة مراكش بالقصر البلدي، الأمر الذي انتهى أخيرا بفوز حزب الاستقلال برئاسة البلدية بواسطة امحمد الخليفة.
حدث ذلك قبل تأسيس الحزب سنة 1978 على يد احمد عصمان الوزير الأول، الذي سيغادر هذا المنصب بعد سنة ( 1979 )، ومنذ ذلك التاريخ و الحزب الأزرق الذي سيحمل رمز الحمامة يمني النفس برئاسة بلدية مراكش دون أن يتمكن من ذلك، حيث سيأتي بعده الوطني الديمقراطي بدعم من السلطة و يكتسح انتخابات 1983 لكن الرئاسة ستؤول لحزب الاستقلال بواسطة محمد الوفا، ثم الدستوري المدلل من طرف السلطة خصوصا عمالة مراكش المدينة سنة 1997، الذي تمكن من رئاسة بلدية المدينة و المجموعة الحضرية ثم عمودية المدينة ( 2003 – 2009 ) ليظهر الوافد الجديد وهو من نفس الصلب، و يفوز بالعمودية ( 2009 – 2015 ) ثم البيجيدي المستفيد الأكبر من حركة 20 فبراير، التي انقلب عليها ( 2015 – 2021 ) ، قبل أن يسقط بشكل مدوي بمدينة النخيل.
وهكذا كان على حزب الحمامة الانتظار الى سنة 2021 و التحاق النائب الاول العمدة السابق بلقايد المتهم معه في ملف الصفقات التفاوضية و تبديد و اختلاس أموال عمومية، لحجز مكانته في الصفوف الأولى بالمدينة رفقة البام و الاستقلال.
وهو التحالف الثلاثي الذي تمكن من السيطرة على الغرف المهنية، و المجلس الجماعي و المقاطعات الخمس، الا ان التجمع الذي آلت له مقاطعة جيليز و المنارة نقض العهد و تخلى عن الحليف الاستقلالي .
بل قدم درسا لحزب الاستقلال الذي فتح ذراعيه للأحزاب الإدارية التي طالما ندد بوجودها طبعا على عهد القادة منهم قضى نحبه و منهم من ينتظر.
فما رأى الأمين العام للاستقلال الذي تبني منطق ” لا يوجد في السياسة صديق دائم أو عدو أبدي ” و الذي تجاهل الحكم القضائي وأصر على تكليف المدان فيه بمهمة التنسيق الذي هرج منه الحزب بخفي حنين، بل تخلي عن جماعة ترابية يسيطر عليها لفائدة حزب لا يتوفر سوى على ستة مقاعد.
هذا و تجدر الإشارة إلى أن التحالف الثلاثي تكسر في جماعة المشور القصبة التي عرفت صراعا قويا بين مرشح البام الذي احتضنته الساكنة و مرشح التجمع الذي عاقبه سكان القصبة الموحدية.