السرقة الثقافية: عار و اندحار ..أغنية شفشاون تتعرض للسرقة الثانية في الجزائر
إدريس الأندلسي
قيل منذ زمان للشرير، ” إذا لم تستحي فافعل ما شئت “. الشرير يمتهن الكذب و يسرق حقوق الغير و يدعى أنه يحترم كل المبادئ العليا. الشرير يزور التاريخ و الشرير قد يقود “دولة”. منذ سنوات و الطغمة الحاكمة في الجزائر تبحث عن جذور قد تبني بها مشروعية مستحيلة. كل ثرات المغرب المادي و اللامادي يقدم للمواطن الجزائري و في الخارج على أنه رأسمال جزائري قح .صومعة الكتيبة و فن الملحون و المطبخ المغربي و الجلابة و القفطان و السجاد الرباطي و التازناختي تقدم لمن لا يعرفون أنه جزائري.
و تستمر المهزلة إلى اليوم و في كل يوم. إبداع الفنان نعمان لحلو و على الخصوص “يا شفشاون يا نوارة” تمت سرقتها ايقاعا و كلمات و”ألحانا و تم تغيير شفشاون بالجزائر قبل سنين مع إضافة بعض الأسماء الدالة على بعض الأماكن. يعود السارق ” الشاب لامين ” إلى عادته ليغير شفشاون بوهران قبل سرقته الأولى التي تعود إلى سنة2008 . والمناسبة هذه المرة تنظيم ألعاب البحر الأبيض المتوسط بهذه المدينة. خلال المرة الأولى لعملية السرقة استعطف المغني سارق الأغنية لكي لا يتخذ نعمان لحلو إجراءات قانونية ضده ولكن حليمة عادت إلى عادتها القديمة.
هل سيخرج إعلام العار الساكن بوكالة الأخبار الجزائرية و في جراند العار ليبين أن الأغنية استنبطت من ثرات جزائري و ينسى ان ثرات منطقة جبالة لا يوجد له مثيل في العالم العربي و لا في المغرب الكبير. و للعلم فقد وضعت هذه الأغنية في مكتب حقوق المؤلف سنة 2007 و هي مسجلة دوليا. و اسألوا أهل المغنى في الجزائر من أبناء الحاج العنفة و غيره من الرواد عن قصائد الملحون من ” الحراز و الدمليج و الخلخال و الشمعة الي قصائد فاطمة و غويتة و غيرها. سيقولون بقلب سليم أنها مغربية أصيلة. و هذا لا يعنى البتة أن الإبداع الموسيقي الجزائري لم يكن غنيا و متنوعا و ممتعا. الفرق بين الفنان الأصيل و غيره هو عدم سرقة إبداع الفنان. نتمنى أن لا يفرط نعمان في حقوقه و أن يصر على أن يصل الكذاب إلى باب الدار. نصيب المجتهد مشروع و رجوع الحق إلى أصحابه فضيلة.