عزيز لعوينة
اقلام حقوقية واعلامية اعطت لنفسها حق الرد على رسالة الزفزافي ومن معه على خلفية حراك الريف وذهبت بعيدا في التسطيح والتبنديق واعطاء الدروس الاولية في الوطنية والوطن واصدار احكام قيمة سياسوية بعيدة كل البعد عن الموضوعية واليكم بعضا من هرولة اصحابها :
الهيني المحامي : اعتبر موقف الزفزافي ومن معه بمثابة حماقة سياسبة لم يكن ينتظرها… ولن تزيد في نظره الا تازيما وشرخا وتعقيدا للملف على حساب طلب العفو المطلوب و المنشود …..؟
الحبيب الحاجي المحامي : الرسالة او الموقف اعتبرها استفزازا للدولة والملك … ولن تؤثر على البيعة والملكية الموروثة وستزيد من تعقيد الملف ….؟؟
صلاح الوديع الشاعر : وظف بمكر رمزية السرفاتي واستماتته دفاعا على جنسيته المغربية كرد مباشر وتسفيه للرسالة وما تضمنته من مواقف سياسية …؟
عبد العزيز كوكاس اعلامي : اعتبر الرسالة سذاجة سياسية وورقة محروقة مستغلا بدوره رمزية السرفاتي لتفنيذ مضامين الرسالة هكذا … ..؟
جزء من بعض المواقف الصادرة عن اصحابها في حق ابناء الريف الجريح والتي اعطت لنفسها حق اعطاء الدروس الاولية في الوطنية والوطن وكأن الوطن هو الجنسية والهواء المستنشق من جغرافية الحدود والاعتزاز بالعلم والنشيد الوطني المنتهي بثلاثية الله الوطن الملك فقط ….
فالوطن يا سادة ويا كرام ويا اجلاء هو اولا وقبل اي شيء يذكر …حقوق وواجبات … هو شعور وسلوك وتطلع كما قال مفكرنا الجليل عبد الله العروي :
الشعور : هو الاعتزاز بالذات وبالاجداد
السلوك : هو الايثار والتضحية
التطلع : هو طلب الحرية والتقدم والرفاهية
الوطن هو تطلع نحو التقدم والحرية والغد الافضل فالانتماء اليه والدفاع عنه لا يستقيم الا في دولة المؤسسات والحقوق والواجبات …لا يتاسس ويستقيم الا في ظل دولة العدل والحريات والعيش الكريم وليس في ظل دولة ظالمة منحازة لطبقة مهيمنة سياسيا اقتصاديا على حساب الغالبية الكبرى من الشعب …دولة متخصصة في قمع الحراكات الشعبية السلمية والزج بمناضليها السجون والاقبية ….واعلموا ايها السادة ان الاحساس والشعور الحاد بالحكرة والغبن وبالاقصاء والتنكيل هو المولد الحقيقي للياس السياسي المؤدي بدوره الى الكفر بالوطن وروابطه ….فامام انسداد الافق ورضاعة الالم ومعايشة الحكرة ولعقود وسنوات والتمزق والاحساس القاتل والحاد بالظلم والقساوة لا يجد المرء امامه الا الكفر ليس بوطنه لوحده بل بالله والملك وكل ما هو مقدس … ففي هذا الاطار العام ولوحده وجب التفاعل مع رسالة واهات والام وتمزقات الزفزافي ومن معه وليس من زاوية التزلف وتلميع الاحذية التي تعد بابا من ابواب الأداب السلطانية …. فالامر والقضية والموقف المعبر عنه صادر عن ذات وذوات مكلومة مقهورة رافضة لطلب العفو مطلقا لكونها بريئة غير مجرمة في حق بلدها ووطنها …لا ذنب لها سوى انها احبت صادقة بلدها ووطنها وارادت العيش في مغرب اخر غير الذي عاشته وتعيشه من ظلم وحكرة وبطش واستبداد ….الرسالة وما تضمتته من مواقف فبقدر ما لا نتفق معها في مضمونها ولغتها المباشرة بقدر ما نتفهمها ونعتبرها صرخة صادقة ضد الظلم والعبث والهدر والاستبداد الذي لازم ملف الريف الجريح والمكلوم تاريخيا …