آخر الأخبار

أمنا السيدة خديجة بنت خويلد

عن منشورات الملتقى صدر للعلامة عبد الله العلايلي، كتاب بعنوان ” امنا السيدة خديجة بنت خويلد.

يقول الدكتور عبد الصمد بلكبير في تقديمه للكتاب : امرأتان ، من الأعظم في تاريخ البشرية المعروف ، السيدة مريم ، أخذت حقها ( في القرآن ) ومبالغة في التقليد ( = الفلكلور ) الكنسي . وأما خديجة ( ض ) فإنه لا يدرى ، عدا السيرة والضمير الإسلامي ، ( سر ) حجبها في النص كما في التاريخ ، مقارنة إلى أمنا عائشة ( ض ) هذا مع أنها أول من أمن وأوى وحمى ومول وشجع وضحى وساهم في بدايات التأسيس ، وما أقساها ، وخصوصا عند الحصار الشامل الذي استغرق 3 أعوام من التجويع والمقاطعة الاجتماعية الشاملة … لقد كانت هي من لاحظت ، وأكثر من غيرها ، استثنائية محمد ( ص ) مروءة وأمانة وحكمة ، ثم اختبرته وراقبته ، وعندما تأكدت فراستها فيه ، بادرت إلى عقد مواثيقها معه ، وذلك بإرادتها الحرة ، وليس نتيجة روابط عائلية ( أبو طالب وعلي … ) أو صداقة ( أبوبكر ) مثلا … ؟ ! لقد كان ( الفرس والروم ) ، الدولتان الأعظم حينها ، في صراع وجودي بينهما للسيطرة ، على محيط ، يتوزع بين دويلات تابعة ، أو فوض قبلية عارمة … وذلك في نظام عبودي – وثني أو كنسي ( سيان ) ، بدون آفاق ، سوى المزيد من الاختلال البيئي ومن تم الاحتراب بهدف تقليل الأفواه ، وبالتالي التفكك وانعدام للامن ، ما يعرقل التجارة ويضر بالتجار . لم يكن ” زمن العالم ” عصرئذ ، ينتظر حلولا للمنطقة ، من مركزيه المتناحرين . ما يعني نهاية عصر العبودية وأنظمتها السياسية السائدة ، انتحارا ذاتيا متبادلا ، لا نتيجة فعل ثوري اجتماعي ( ؟ ! ) بل بانقلاب للعصر ( داخلي و خارجي ) يأتي إذن منتوجا لجدلية المركز والهامش ، تدريجيا سيتحول المركزان إلى هامش ، والهامش إلى مركز يقود العالم الجديد ، ولم تكن سوى شبه الجزيرة العربية ، ومحيطها الجغرافي – التاريخي . مهيأة لذلك الدور ، مركزا عالميا قائدا للعصر الوسيط . مؤهلاتها كانت : نمو سكاني يخل داخليا بجميع التوازنات / فائض بشري شبيبي / منعة صحراوية حامية لمكوناته جميعها ، وأهمها نخب العالم الثائرة على العبودية ومعتقداتها التبريرية ( أساطير الأولين ) الملتجئة والمتحصنة بمكة ، حماية لمعتقداتها التوحيدية الجديدة . لم تكن خديجة بالغافلة عن جميع ذلك ، كيف لا وهي الخائضة في التجارة الدولية ، ومن هم الأعرف بأزمنة وجغرافيات العالم ، في جميع الأعصار ، مقارنة إلى التجار ( ؟ ! ) . هذا العقل التجاري الواعي ، وذلك الاستشراف لتحرير الأرض من الاستتباع والفتن ، وبهدف إقامة النظام والسلام والأمن … للإنسان وللسلع ولطرق التجارة ، وتحرير النساء وعموم الكادحين من الاستعباد بربا التجار اليهود ، وتوحيد الله ضدا على التعدد الوثني الذي يعكس ويكرس بقية التعددات القاتلة : قبلية ، جهوية ، طبقية وعقدية … الخ بشخصها وبنفوذها ، وبثروتها وبجهادها واجتهادها … ساهمت خلف رفيقها ( ص ) في تحرير الإنسانية عهدئذ من الجهل والظلم والسحر والعبودية ، ومن المعاملات الربوية ، ومن تم في تأسيس نظام عادل جديد لعالم جديد ، بديل للعالم العبودي القديم .

إنه لا ثورة اجتماعية – سياسيةمن دون ثورة عقدية – ثقافية .