أجمع العديد من الفاعلين والمهتمين بالموروث الغنائي المغربي على أن فن العيطة أضحى من الفنون الغنائية المهمة التي تقتضي توحيد الجهود والتدابير من أجل العمل على تصنيفه من طرف منظمة اليونسكو كتراث إنساني تتويجا لمسار حافل من العطاء والتراكم الإيقاعي لمجموعة من الرواد الذين أبدعوا فنا أصيلا أغنى الذاكرة الغنائية والايقاعية المغربية. مشددين في السياق ذاته على ضرورة التوثيق لمجموعة من الأعلام والرواد الذين يجسدون خزائن ومكتبات تراثية متنقلة وذلك من أجل تثمين التراث اللامادي وضمان حق الأجيال اللاحقة في التعرف على هذاالفن الأصيل على اختلاف تلاوينه وتعبيراته، مؤكدين على أهمية تخصيص منحات دراسية لفائدة الباحثين الشباب والأكاديميين لتعميق البحث والدراسة حول متون وإيقاعات فن العيطة.
ووقف العديد من الباحثين في الندوة التقديمية لمؤلف أنطولوجياالعيطة الذي جاء على هامش المهرجان الوطني لفن العيطة في دورته 18 بمدينة أسفي، على الجوانب المنهجية والفنية لهذا المنجز التوثيقي لما يكتسيه من قيمة توثيقية رصينة مهمة في صيانة هذا الموروث الفني الأصيل الذي يعكس جوانب مهمة من الابداعات الشعبية التي استطاعت أن تفرض خصائصها الايقاعية بقوة وتضمن لنفسها الاستمرارية في ظل تحديات العولمة.
شهد الحفل التقديمي لكتاب “أنطولوجيا العيطة” الذي احتضنته قاعة المعهد الموسيقي بمدينة الفنون يومه الاثنين 29 يوليوز الجاري فقرة تقديم فيلم توثيقي قصير تم الوقوف فيه على تطور استعمال الآلات الموسيقية عبر عقود من الزمن وطبيعة خصوصيتها بين مختلف أنواع فن العيطة على لسان العديد من الرواد والشيوخ.
ويعد “أنطولوجيا العيطة” لمؤلفه الأستاذ إبراهيم المزند من أهم المؤلفات التوثيقية التي صدرت في السنوات الأخيرة، مُكوّن من كتابين باللغتين العربية والفرنسية ونسخ أخرى بالانجليزية بالإضافة إلى عشرة أشرطة تتضمن جوانب من المتون الغنائية لفن العيطة، وتم توزيع المؤلف التوثيقي في أزيد من 350 مكتبة ونقط للقراءة داخل المغرب وخارجه.
وجاء حفل توقيع مؤلف “أنطولوجيا العيطة” في إطار الدورة 18 للمهرجان الوطني لفن العيطة بأسفي الذي ينظم من طرف وزارة الثقافة والاتصال بشراكة مع عمالة إقليم أسفي في الفترة الممتدة ما بين 28 و30 يوليوز 2019 وستشهد ساحات مولاي يوسف وساحة محمد الخامس تقديم فقرات موسيقية وعروض غنائية لمجموعة من الفرق الشعبية الرائدة في فن العيطة.