يمر الانسان أثناء تعرضه لضائقة صحية بظروف عصيبة تقوده للارتباك النفسي قبل المادي الشيء الذي يفقده بوصلة التفكير في القرار المناسب والصائب لكيفية التطبيب والتداوي . وبعد اللجوء إلى الله بدعوات الشفاء والفرج ، يلجا المريض لزيارة الأطباء العامين أو المختصين أملا في تصاعة أياديهم الرحيمة تأففا وتعففا واهتماما يليق به كإنسان وبوضعه الصحي كمصاب بقدر يؤرق جسده ويؤزم نفسيته . وخلافا لما تشهده بعض المرافق الاستشفائية من تعميم أو تداخل في الاختصاصات والخدمات المقدمة للمرتفقين ، وأمام الضرورة والحاجة الملحة للمزيد من التركيز والاهتمام بمرضى السرطان فقط وتحديدا الذين هم في حالات متأخرة وجد مستعصية وخطيرة ، أحدثت وزارة الصحة وحدات للعلاجات التلطيفية بهدف تطوير الخدمات الصحية المخصصة للمرضى وأسرهم كما سيتبين لاحقا تعمل وحدة العلاجات التلطيفية على استقبال المرضى الوافدين عليها لإجراء المزيد من الفحوصات وتلقي العلاجات الضرورية في عين المكان . كما يلجا الطاقم الطبي في إطار مهامه الوظيفية للتنقل بواسطة سيارة خاصة بهذه الخدمة إلى مقر سكني أو إقامة الحالة الحرجة التي يتعذر عليها الحضور لمقر الوحدة بسبب تفاقم الوضع الصحي للمريض أو عدم قدرته على مقاومة صعوبات واكراهات التنقل في هذا السياق نستدل بالتجربة الناجحة لوحدة العلاجات التلطيفية المحدثة بمدينة الدار البيضاء والتي تتخذ كمقر لها مستوصف المدينة الجديدة لمندوبية الصحة بعمالة مقاطعة الفدا مرس السلطان . يتألف طاقم هذه الوحدة من : / الدكتورة : خ ت . رئيسة الوحدة . ، الدكتورة : ن.م. طبيبة الوحدة . / الممرض : أهم ممرض الوحدة . / السيد : س . س . سائق السيارة الخاصة بالوحدة . اختصاصات الوحدة ومهامها : لقد سلف سرد بعض الاختصاصات والمهام ولابأس من إعادة درجها ضمن هذا الجرد : استقبال المرضى الوافدين على الوحدة من أجل الفحص أو العلاج القيام بالفحوصات الضرورية تقديم العلاجات الفورية والبعدية حسب ما تتطلبه كل حالة على حدة . تتبع الحالات وفق ما تقتضيه الضرورة التنقل لزيارة المرضى العاجزين عن المجيء للمرفق العمومي لسبب أو لآخر تقديم العلاج للمريض بمقر سكناه أو أقامته تزويد المرضى العاجزين عن الحركة بكراسي متحركة متبرع بها من طرف منظمات وجمعيات المجتمع المدني أو بعض الاشخاص المحسنين وكذا مساهمة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية . تزويد المرضى ببعض المعدات أو الوسائل الطبية الضرورية حسب الاحتياجات المرتبطة بإنقاذ حياة المريض كجهاز التزويد باللأوكسجين أو مرتبطة بمساعدته على التمكن من الظفر بجزء من الراحة أثناء مزاولته لبعض الممارسات البيولوجية الخاصة تتبع حالة المرضى والتواصل معهم ومع أسرهم عن طريق الهاتف الخاص بالوحدة الموجودة رهن إشارة الجميع التكفل بالمريض ( La prise en charge ) أثناء استشفائه وذلك عن طريق تخصيص حصص للمعالجة النفسية له ولأفراد عائلته التكفل بأفراد أسرة المريض في حالة وفاته استمرار العملية المعالجة النفسية من طرف الطاقم الطبي للوحدة . تجدر الإشارة قبل الختام إلى التوجه بالشكر الجزيل كل الجهات الداعمة لهذه الوحدة و ندعوا كافة المحسنين والمنظمات وجمعيات المجتمع المدني للمساهمة في تيسير مهمات الطاقم الطبي الذي يعتبر كل المبادرات التي تصب هذا الاتجاه تحفيزا ودعما للوحدة أينما وجدت عبر التراب الوطني . ختاما وأمام هذا الوضع الاستشفائي المتميز والإيجابي المتمثل في هذه الطفرة النوعية التي أحدثتها وزارة الصحة ، لا يسعنا إلا أن نفتخر ونعتز أيما فخر واعتزاز بهيئة الأطباء والممرضين والمساعدين الساهرين على تأدية واجبهم المهني والوطني والانساني رغم الاكراهات والصعوبات . كما لا يسعنا أمام الشهادات الحية و الخاصة بالمستفيدين من خدمات الوحدة إلا أن تعترف لكافة أعضاء الفريق الجميل ونشكرهم وننوه بمجهوداتهم وتضحياتهم ونكران ذواتهم في سبيل راحة المواطنين ومصلحة الوطن .
المصطفى آيت لحيمر
مراكش في 10/ 2 / 2021