آخر الأخبار

إقـــرأ نـــفـــســك جــيــدا

المبارك الگنوني

هذه الصورة أسفله لها دلالات عميقة جدا،حيت كانت المدخل الرئيسي الي نهل الثمور الأولى للمعرفة، فبدون ترويض النفس و إستقرائها وكبح جماحها،لايمكن جني أول رحيق الحكمة. صحح عيوبك قبل أن تنتقد عيوب الآخرين. إقرأ نفسك جيداً قبل أن تـنتقد غيرك ،لأنه لا داعي ﻹضاعة الوقت في انتقاد الغير فهناك ما هو أهم.لا تتحدث عن قوتك أمام ضعيف، ولا عن سعادتك أمام حزين، ولا عن مالك أمام فقير، زن كلامك وراع شعور الآخرين، وكن راضيًا بما تملك.لا تكن على أخطائك محاميا و على أخطاء الآخرين قاضياً،فلو أبصر المرء عيوب نفسه لانشغل بها عن عيوب الناس ؛ لأن المرء مطالب بإصلاح نفسه أولا وسيسأل عنها قبل غيرها.
قــال الشاعر:
المرء إن كان عاقلا ورعا———— أشغله عن عيوب غيره ورعه
كما العليل السقيم أشغله————– عن وجع الناس كلهم وجعه.
وإذا كان العبد بهذه الصفة ـ مشغولا بنفسه عن غيره ـ ارتاحت له النفوس ، وكان محبوبا من الناس ، وجزاه الله تعالى بجنس عمله ، فيستره ويكف ألسنة الناس عنه ، أما من كان متتبعا عيوب الناس متحدثا بها مشنعا عليهم فإنه لن يسلم من بغضهم وأذاهم ، ويكون جزاؤه من جنس عمله أيضا ؛ فإن من تتبع عورات الناس تتبع الله عورته ، ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في بيته.قد يكون انشغال العبد بعيوب الناس والتحدث بها بمثابة ورقة التوت التي يحاول أن يغطي بها عيوبه وسوءاته ، فقد سمع أعرابي رجلا يقع في الناس، فقال: ” قد استدللت على عيوبك بكثرة ذكرك لعيوب الناس؛ لأن الطالب لها يطلبها بقدر ما فيه منها”.