عبدالرزاق الحيحي
يبحث عبد اللطيف ميراوي، وزير التعليم العالي، عن إطالة عمر النقاش حول موضوع “الشيخة” في محاولة إلهاء المواطنين عن أهم المشاكل، ويحول الأنظار عن صفقات جامعة القاضي عياض التي تم تمريرها في ظرف قياسي قبيل استوزاره.
السيد وزير التعليم العالي، ربما لم تستمعوا بتاتا لما تناوله الداعية ياسين العمري أو لم تستوعبوا جيدا الرسالة التي وجهها من خلال محاضرته التي كان مضمونها أن الشيخة لايستقيم إظهارها كقدوة في المجتمع المغربي المحافظ، فهناك حافظات للقرآن الكريم يحب على الإعلام أن يبرزهن قدوة، وهن الأحق بذلك عوض الشيخة التي ينظر لها المجتمع نظرة لا تشرف، والداعية العمري الذي تناول الموضوع بأدب ودون سب أو شتم، لم يتطرق لما سميتموه، سيدي الوزير (فن الشيخات)، وهي تسمية ابتدعتموها، وإنما هناك فن العيطة بأنواعه المختلفة لا الرقص الإيحائي جنسيا وتعرية الأفخاذ وتلواز الأرداف على إيقاع (الواحدة ونص) وزرع ورقة 20 درهم بين الثديين وبالسرة وأماكن أخرى جد حساسة.
كان عليكم، السيد وزير التعليم العالي، قبل ابتداع هذه التسمية أن تستشيروا أستاذا مختصا في الأدب الشعبي حتى لا تقعوا في خطأ كهذا، لكننا نعلم أن علاقات الأساتذة بكم لم تكن على مايرام، وربما هذا مادفع بهم سابقا لفضح وتسريب لوائح الصفقات الماراطونية لجامعة القاضي عياض التي كنتم على رأسها. أعتقد أن التسمية (فن الشيخات أو فن العيطة) لا تهمكم بقدر مايهمكم إضافة شوط أو عدة أشواط إضافية للنقاش الذي سلب من المواطنين أسبوعا كاملا أو أكثر تمكنتم من خلاله من بلقنة المجتمع المغربي بين أنصار الشيخة وأنصار الداعية والممتنع عن الخوض في الموضوع، وبدأت الاتهامات وتبادل الشتائم بين الأطياف المذكورة، والطرف المستفيد كان هو الحكومة التي لم نر لها مثيلا في تاريخ المغرب.
لقد أدليتم السيد الوزير برأيكم الغير موفق، وسوف يخرج علينا غدا غيركم لإشعال فتيل النقاش مرة أخرى لاستغلال أسبوع أو أسبوعين في النبش عن القوانين التي لا تلائم ولا تناسب مصالحكم الشخصية، إما لتغييرها أو سحبها، ولو كان ذلك ضدا على دستور المملكة.
ما على المواطنين إلا الانتباه للخطة الشيطانية لحكومة (الغالب الله) التي تلهيهم عن الزيادات الصاروخية في أسعار المواد الأساسية، 5 لترات من الزيت قفز سعرها في ظرف أسبوع واحد أو أقل من 130 درهم إلى مافوق 150 درهم، وستليها على ما ذُكِر زيادات أخرى في أثمان المحروقات، وبزيادتها ستلتهب الأسعار مما سيهدد الأمن الغذائي وبالتالي الأمن العام، في الوقت الذي يصمم فيه لوبي المحروقات وعلى رأسه (مول 17 مليار) على رفض تسقيف أسعارها، ويكفيه ما نشرته الصحافة الفرنسية بالأمس حيث نشرت غسيله أمام العالم.
مايزكي أن أسوأ حكومة مستمرة في الإلهاء، هي عربدة وزير العدل علانية على مرأى ومسمع من نواب الأمة، وليس “من تحتها” كما اعتاد، وبأسلوب لايليق بإنسان عادي فكيف بوزير عدل، في محاولة منه لنسف دور المجتمع المدني، لدرجة أن الكثير أصبح يتساءل هل مارس وهبي فعلا مهنة المحاماة؟ وهل له دراية بالقوانين؟ السيد وهبي أجاب هو نفسه عن التساؤل مباشرة بعد استوزاره، عندما تكلم عن مسألة العفو بخصوص معتقلي الريف ليتضح في الأخير أنه يجهل مسطرة العفو وأبجدياتها.
وبالمناسبة، هذه رسالة أوجهها لعقلاء البام؛ كونوا على يقين أنه غدا أو بعد غد، سيقتدي وهبي بزعيم الاتحاد إدريس لشكر وسيُخيٍّرُكم بين بقائه زعيما للبام أو التحاقه بحزب مول البومبا، الذي ينهمك حاليا في ترقيع قوانين على مقاسه، ولا بأس أن أذكره بأن أخنوش لن ينسى الجملة التاريخية المضحكة:
(واش أنا نعفي أخنوش على 17 مليار درهم)
وأنبهه أن هذا الأخير سوف يتنكر له في حال انفجار الوضع الاجتماعي، وإن حدث، لاقدر الله، فسيأتي على الأخضر واليابس. وأذكر وهبي وأعضاء حزبه في هذا الصدد بما خاطب به إبليس اللعين أتباعه:
وقال الشيطان لما قُضِي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم* وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي * فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ” .
مول البومبة ليس له صديق أو حليف، وهذا طبعا لا وجود له في السياسة، فهو لا يعترف سوى بسلطة المال التي يستغلها لحصد المزيد من الأرباح والامتيازات وتحصين ثروته بقوانين Made by Ouahbi