أبعث لكم بهذه الكلمات مع العلم أن الكلام لم يعد يجدي نفعا في مثل هذا المقام. فالذي تورط في البداية بسذاجة يصعب عليه الفكاك في النهاية من نتيجة غير محمودة ،ظننتم أنها لعبة مسلية تجنون من ورائها أرباحا ولو على حساب الطبقة المقهورة . في كل محطة تثار ضجة حول مشكل وكأن قدرنا وحظنا العاثر يسوقنا سوقا نحو خنذق الأزمات دون مخرج. وهناك من لايزال يراهن عليها رغم توالي كل الخيبات.
أبعث اليك أيتها الحكومة التي يطاردها النحس و سبقها اللغط قبل بدايتها . وأصرت على البقاء رغم الكوارث.
أستغرب ممن يطبلون لها رغم كل هذه الأزمات ، بل لهم من الوقاحة ما يستطيعون به أن يدافعوا عن الإرتجال والفوضى وعودة التحكم في ثوب جديد قديم : من قبيل التعبئة والتوعية ،ألم تصفقوا لاختلالات حقوقية موثقة وانتكاسات تحت مبرر الوطنية في غياب تأطير مسؤول؟
هذه الرسالة من أب انتابه الخوف على مصير أسرته وأبنائه كما عكر صفو إستقراره كثير من القرارات التي تبدو عصية عن الإدراك والفهم. في الحقيقة ليس بلاغ الوزارة اليوم من يبعث على الإستغراب في التحليل والبناء والمنطق. لكنه لايبدو غريبا إذا مارجعنا للقرارات التي سبقته من قبيل قرار آخر الليل الذي وضع أمام المواطنين زمنا قياسيا للإلتحاق بمقر سكناهم “وخا تكون عندنا طرق السويد ” وقرار العيد الذي نسف كل ذاك الرصيد وعدنا بخفي حنين لنقطة الصفر ، وغيرها من القرارات التي يبدو أن لاسلطة لرئيس الحكومة في ضبطها رغم تحمله للمسؤولية الكاملة فيما آلت اليه الأوضاع ،وبحصر لعدد القرارات المكلفة نستنتج بشارة هذه الحكومة. وبكل وقاحة نتكلم عن انسجامها وهي في صورة كاريكاتورية “كل واحد كايلغي بلغاه “آخر ماتفتقت به عبقرية الوزير الذي حاز وظيفتين جعلته ينهض من سقطات سابقة بثوب جديد لكنه نسي أن المغاربة قالوا زمان :
“الحج مشى ليه، لكن الگمزة باقة فيه ”
الوزير خرج علينا ببلاغ أقل مايمكن أن يقال بصدده أنه خارج سياق المسؤولية وهو أمر طبيعي مادام في تدبيره يركبه التنطع وإغلاق الباب أمام الحوار مع الشركاء. فالطريقة المقترحة في البلاغ الملغوم جاءت صادمة ونشتم من ورائها تخطيطا مدبرا وهو أمر طبيعي مادام السيد الوزير في كل الإشكالات التي واكبت هذا الفيروس اللعين تبين أمر مهم أنه لايبادر ،ولايحسم بل دائما يلجأ لرمي الكرة في مرمى الجهات الأخرى ، وتحميل الآباء مسؤولية القرار لوحدهم هو نوع من التهرب اللاأخلاقي في تحمل المسؤولية ،فعوض تبنى خيار يراعي المرحلة بشكل مرن ويستحضر البعد المجالي ويترك الحرية لها عوض مركزة القرار في الرباط ونحن نحمل زورا شعار اللامركزية واللاتمركز ،والجهوية ولم نر منها على ارض الواقع شيء يذكر.
أستغرب كيف ننتظر منه الحسم في أمور والحال أنه ترك الساحة تغلي من خلال صراع الآباء مع التعليم الخصوصي. إنه عضو في منظومة معطوبة لايمكن أن تنتج قرارا حكيما يقارب ويسدد بخصوص موضوع جد حساس واستراتيجي يحتاج لبعد نظر واستشراف المستقبل بعين محترفة تستفيد من الأخطاء السابقة.
إلى التي نقضت غزلها أنكاثا …
ماذا عساي أقول،إلا ماقالته مجموعة ناس الغيوان : ” تعلموا لحسانة فريوس اليتامى”
ذ ادريس المغلشي.