اطلعت على حالة استاذة بالتعليم الابتدائي، مشهود لها بالكفاءة والنزاهة والجدية والمسؤولية طوال مشوارها الوظيفي. معلمة اشتغلت مدرسة، عاشقة لبنات وابناء المدرسة العمومية، مولعة حسب الشهادات بالقسم وليس غيره حتى انها ترفض اي مهمة خارج التدريس.
معلمة لم تتوقف عن التديس الا خلال اجازات الحق في الامومة.
هذه الاستاذة التحقت بمركز تكوين المعلمات في شتنبر 1977, وفي 17 شتنبر 1979 ولجت التدريس ،واستمرت بنفس العطاء والحماس وربما مع تراكم التجربة سقلت موهبتها لترتقي بعطاءها خدمة لبات وابناء الشعب، اقول استمرت المعلمة كما تفضل ان يناديها الجميع بدل الاسناذة، في العمل الى غاية 10يوليوز 2020.
لكن خيبتها كانت قاسية، فلاعتبارات صحية، حيث تسرب الوهن والتعب الى جسدها، معتقدة انها لن تكون في مستوى عطاءها بكل قوتها، طلبت الاحالة على المعاش لتهتم بصحتها، فتم ذلك حيث قوبل طلبها بالقبول، واحيلت على التقاعد بنسبة 80% اي تقاعد نسبي، بمعاش ضعيف لانها من ضحايا الزنزانة 10.
وبعد مدة قامت المعلمة بالفحوصات الطبية وتطمأنت على صحتها، انطلقت في رحلة البحث عن سبب عدم تمتعها بكامل معاشها لتخبرها ادارة الصندوق المغربي للتقاعد انه يلزمها 16 يوما من العمل لاستكمال المدة المخصصة للاستفادة من التقاعد التام عوض التقاعد النسبي حسب ما هو منصوص عليه في قانون بنكيران حول التقاعد، واخبرت المعلمة انها اشتغلت 40 سنة و11شهرا و 14 يوما، وانه يلزمها 16 يوما لاستكمال 41 سنة لتتمكن من الاستفادة من 100٪.
مؤكد ان هذه المعلمة لم يتم انصافها، فهي اشتغلت في قطاع التعليم 42 سنة و 11 شهرا و14 يوما، اذا ما احتسنا مدة التكوين سنتين. وانه من الضروري انصافها، فالحرمان طالها مرات لسنوات، اولا باحتجازها في الزنزانة 10 وربما قبلها في زنزانة تحمل رقم سلم من السلاليم الدنيا.
لا اجد ما اقدمه لك سيدتي الاستاذة سوى تضامني ومساندتي معتبرا ان الوزارة مارست ما يشبه النصب ولم تهتم بتضحايك وعطائك، وانه كان عليها تنبيهك بان الاحالة على المعاش في تلك الظروف سيعصف بازيد من 42 سنة بارتباطك بالتعليم.، كما اتضامن معك لحجزك في الزنزانة 10 مما قوى من معاناتك واحساسك بالغبن و بالتعب وخوفك على التلميذات والتلاميذ بان عطاءك سينخفض، واقدر ان هذا لم يكن سوى احساس انتابك في لحظة معينة.
عمر أرببب / عضو المكتب المركزي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان