ظاهرة المطالبة ببقاء مسؤول تعتبر أمرا محمودا لكن تحتاج لما يسندها من دواعي ومبررات .لتحوز إجماع الناس والذي هو غاية لاتدرك حتى يلج الجمل في سم الخياط وحتى يشيب الغراب كما يقال .لكن جرت العادة أن النموذج المتمسك به من طرف غالبية الناس تراه زاهدا في المنصب لايكثر الظهور ولا الكلام .ما يجعله يضحي بمساره المهني والعلمي في سبيل واجب وطني .من يدافع عن بقائه ليس دعاية مدفوعة الثمن ولا مرتزقة مستفيدون من الوضع بل انجازاته وتفوقه في مهمته وتمسك الناس به لثقتهم فيه . حب الناس لايمكن أن يباع اويشترى هي إرادة جماعية تأتي بطواعية مصدرها الثقة والوفاء . تشكل رصيدا لايخضع للمساومة . باقي مابقيت اطراف العلاقة .كثير هم من رحلوا عنا وقد تركوا وراءهم أثرا طيبا لن ينمح .تردد أساميهم الالسنة مهما حاول النسيان تغييبها عن الساحة .الذاكرة لاتنسى وتحفظ لهم الود والعهد .
أمزازي يشهد له تدبيره وعمله وليس شيء آخر .نعلم جيدا أنه سقط بالمظلة على حزب إداري وبالتالي فقد محضنا سياسيا طبيعيا يؤهله لكي يحسن التواصل والخطاب . لست ضد هذه الظاهرة التي تفشت مؤخرا في استقطاب الأحزاب للكفاءات على حساب أبنائها الشرعيين .لأنها تحيل مباشرة على سؤال ماجدوى وجودها اذا كانت غير قادرة على تكوين قيادات مؤهلة لتحمل المسؤولية . وزير التربية الوطنية جاء للمسؤولية ومعه لغط كثير منذ تنصيبه بانحناءته المعروفة والمبالغ فيها.
استطاع منذ2018 أن يخرج عن سياق الإنسجام الحكومي بقراراته الغريبة بل بدا في وزارته كأنه في جزيرة معزولة عن الساحة وعن التدبير الحكومي كنت أتساءل دائما هل فعلا ينتمي للجسم الحكومي ام لجهة أخرى . لقد استطاع استرجاع عافيته بعدما اضيفت له مهمة حكومية اخرى (الناطق الرسمي باسم الحكومة) مباشرة بعد سقطته المشهورة “المتوجين والمتوجات ” وكأننا في بلدنا السعيد لانكافئ سوى الكسالى والمتهاونين . وغيرها من الأخطاء الفادحة والتصريحات الفاضحة التي تسيء لصورة وزير التعليم “ياحسرة… راه قطاع التعليم هذا ..!”
لماذا سنتمسك به؟
لقد خرج من مهمته بخفي حني فلاهو استجاب لمطالب الشغيلة بمختلف فئاتها حتى يتمكن من تسجيل نقلة نوعية ليست انصافا لها فحسب بل لربح مرحلة مهمة من اصلاح المنظومة ولا تأجيلا للأزمة وتوريثها لمن يليه .فالخاسر في النهاية قطاع حيوي بأكمله .يكفي ان يغادر القطاع ويترك وراءه مجموعة من رجال ونساء التعليم يحملون آثار الضرب والسحل والتنكيل والبعض منهم يقف في المحاكم لانهم بكل بساطة طالبوا بحقهم في اطار الاحتجاج السلمي الذي يكفله القانون والدستور .اهم انجاز يحسب للسيد الوزير انه كسر قواعد العمل المؤسساتي بإشرافه لوحده دون غيره في جولة مكوكية عبر جهات المملكة للاشراف على تنزيل القانون الاطار كما نهج نفس الشيء في الإخبار فمكن لكبير حوارييه من المعلومة التي أصبحت موجودة في صفحته فالفيس قبل ان يستقبلها المدراء الذين يقعون تحت اشرافه.محتكرا بذلك المعلومة .
ماذابقي لهؤلاء لكي يطالبوا ببقائه .اتمنى ان يأتي يوم عوض المطالبة ببقاء مسؤول. أن تتم محاسبته وتقييم عمله طبعا وإذا وجدت اختلالات فالمكان المناسب له معروف ولاحاجة لتوضيحه فكما يقول الفقهاء
“شرح الواضحات من المفضحات”
ذ ادريس المغلشي