آخر الأخبار

إلى روح الفنان مولاي اسماعيل العلوي

أحمد رمزي الغضبان 

الفنان التشكيلي المراكشي الكبير الاستاذ مولاي اسماعيل العلوي الذي رحل مؤخرا الى دار البقاء في صمت مطبق، اعطى اجمل ما عنده خدمة لوطنه، احب مراكش وتفانى في خدمتها، فماذا اعطته مراكش التي اسس فيها لاجيال من المبدعين في مختلف المجالات ايام ان كان اطارا بمؤسسة دار الشباب عرصة الحامض، وماذا اعطته مراكش؟؟ وهل مازال ابناؤها من تلامذته يذكرونه ويذكرون له جزيل افضاله عليهم؟؟ اما المسؤولون بمختلف المؤسسات الثقافية بالمدينة ،والمجلس الجماعي لمدينة مراكش والمقاطعات الخمس ومجلس الجهة فاجزم صادقا انهم لا يعرفون هذا الرائد الذي ابدع على واجهتين طيلة حياته : واجهة تكوين الناشئة والشباب في مجال التربية والثقافة والابداع، وواجهة خدمة المدينة والوطن اجمع كفنان تشكيلي مبدع صاحب فكر واتجاه ابداعي رصين ومدرسة ، ويعتبر اخر رواد الفن التشكيلي بعاصمة ابن تاشفين ،عاش متواضعا في صمت، ورحل مظلوما في صمت، وما بين الصمت والظلم امة جاحدة ومسؤولون لايؤمنون بغير اعتلاء الكراسي والاستهتار بقيم الامة وااستعارة اثواب الوطنية من اجل الضحك على المواطن، يالها من امة ضحكت ولا زالت تضحك من اجهلها الامم، بلاد يضيع فيها العظماء، ويعلو فيها القردة الخاسؤون، رحم الله الفنان التشكيلي المراكشي الكبير الاستاذ مولاي اسماعيل العلوي واسكنه فسيح جناته، وهذه الصورة كانت من بين اخر الصور التي التقطتها لي مع هذا الفنان المغربي الشامخ قبل وفاته بشهر تقريبا، وكانت على اثر لقاء بساحة جامع الفنا ذات صباح كئيب حزين وهو يتحدث الي بالم عن واقعه الجريح ،وعن معاناته مما لقيه من التهميش والاقصاء والمرض، وللاشارة، فقد شيع جثمانه الطاهر الى مثواه الاخير في غياب تام للاعلام المحلي والجهوي والوطني، وفي غياب تام من الاصدقاء الا نخبة قليلة ممن يعرفون قدرالرجل، ذلك لان الراحل لم يكن من المتملقين الذين يتمسحون على اعتاب الانذال امثالهم من الساقطينن وذاك ليظل العطماء شامخين عن عوالم الاقزام، في اتجاه السماء ، ولتظل الارض مستقرا للخفافيش يعثون في الارض فسادا واتلافا للقيم الانسانية الرفيعة.