أكد مدير المكتبة الوطنية للمملكة المغربية، السيد محمد الفران، يوم الخميس بالرباط، أن إنجاز الفهرس المغربي المشترك بين المكتبات المنخرطة في الشبكة الوطنية يكتسي أهمية قصوى لتيسير البحث العلمي استنادا إلى المصادر المغربية، وتبادل المعلومات، وبناء قاعدة معطيات ببليوغرافية موحدة ومهنية باعتماد المعايير المتعارف عليها دوليا.
وأبرز السيد الفران، في كلمة خلال ندوة نظمتها المكتبة الوطنية للمملكة المغربية بتعاون مع مركز الفهرس العربي الموحد حول موضوع “الفهرس العربي الموحد في خدمة المكتبات المغربية”، أن المكتبة الوطنية تسعى إلى تعزيز الشبكة الوطنية بانخراط باقي المكتبات الجامعية والمكتبات العامة ومكتبات الزوايا ومراكز التوثيق، فضلا عن تطوير الفهرس المغربي الموحد، من أجل وضع خطة عمل لتثمين التراث المخطوط والمطبوع.
وترتكز هذه الخطة، حسب ذات المتحدث، على عدد من المحاور، منها على الخصوص تنشيط شبكة المكتبات المغربية، وتقديم المشورة بشأن حوسبة الفهارس، والتنسيق في مجال الفهرسة ورقمنة الوثائق الحرة، إضافة إلى توحيد الاشتراكات الإلكترونية، ووضع برنامج للتكوين المستمر، وتأهيل الخبرات، وإقامة شراكة مع الصحافة المغربية لجمع النسخ الرقمية لمنشوراتها.
وأضاف السيد الفران أن تجربة انطلاق المكتبة الرقمية المغربية حققت نجاحا من حيث وضع لبنات المكتبة الحديثة، حيث استجابت للطلبات المتزايدة على مصادر البحث التراثية من جهة، ورقمنة عدد هام من المجلات والكتب النادرة والمخطوطات والخرائط والصور من جهة أخرى، مسجلا أن هذا العمل شجع المكتبة الوطنية على مزيد من الانخراط في تطوير عملية الرقمنة كوسيلة لحفظ الرصيد الوثائقي المتميز ولإتاحته للباحثين بطرق ميسرة، دون حدود جغرافية أو زمنية.
واعتبر مدير المكتبة الوطنية للمملكة أن انعقاد هذه الندوة يكتسي أهمية بالغة، إذ تهدف إلى فتح نقاش حول المستجدات في علم المكتبات، وتعريف المختصين بأحدث التطورات العلمية والتطبيقية في مجالات تنظيم المعرفة، وتأسيس البنية التحتية المناسبة للبيئة الرقمية، إضافة إلى إتاحة المعرفة والنصوص الكاملة، من خلال قاعدة الفهرس العربي الموحد والمكتبة الرقمية العربية الموحدة في إطار تشاركي وتعاون عربي.
كما يشكل هذا اللقاء، حسب السيد الفران، فرصة للحديث عن موضوع التنمية المستدامة في المجال الثقافي ومناقشة التطورات التكنولوجية في مجال المكتبات، من خلال الويب الدلالي ومحطة انطلاق لإدماج اهداف التنمية المستدامة ضمن أولويات المكتبات العربية.
وأشار إلى أن المكتبة الوطنية للمملكة المغربية، التي انخرطت في مركز الفهرس العربي الموحد منذ سنة 2009، أضحت مؤسسة ثقافية وازنة على الصعيد الوطني والدولي، وشريكا فعالا في الدفع بالتنمية المستدامة في المجال الثقافي، لافتا إلى أن المكتبة ربطت علاقات وثيقة مع العديد من المنظمات المهنية الدولية، مما مكنها من احتضان تمثيليات مغربية لمراكز الرقم الدولي الموحد للكتاب (ردمك) والرقم الدولي الموحد للدوريات (ردمد).
يشار إلى أن هذا اللقاء، الذي حضره أطر وممثلو المكتبات على الصعيد الوطني، تمحور حول مواضيع تهم “دور المكتبات في التنمية المستدامة، و “الفهرس العربي الموحد في خدمة مكتبات المملكة المغربية”، و”الويب الدلالي”.