محمد نجيب كومينة
من حق رجال ونساء التعليم او اي قطاع اخر ممارسة حقهم في الاعتراض والاحتجاج والمطالبة من اجل تحسين اوضاعهم و تطوير شروط وظروف عملهم، لكنه المطالبة بالحقوق يجب ان يوازيها وعي والتزام بالواجبات من جهة والحرص على تحسين المردودية والارتقاء بالاداء منجهة ثانية، وعندما يتعلق الامر بالمدرسة العمومية، فان رجال ونساء التعليم يجب ان يكونوا واعين تماما ان شرط وجودهم بها و توظيفهم ونيلهم لمرتباتهم هو التلميذ والتلميذة وان مسؤوليتهم المهنية والاخلاقية والوطنية والانسانية تتمثل في اعداد اجيال متعلمة بشكل جيد وجاهزة للانخراط في بناء البلد و متسلحة بوعي محرر من الخرافات ومتشبعة باخلاق مترفعة عما يحط من قيمة الانسان….الخ. المطالبة يجب ان تستحضر كل هذا وغيره مما يفهمه رجال ونساء التعليم اكثر مني، وهذا مامن شانه ان يجنب هذه المطالبة السقوط في الممجوج دوقا واخلاقا ومالا يستقيم منطقيا و ما يمس في النهاية بسمعة رجال ونساء التعليم، المطلوب ان تظل ناصعة ونمودجية وان يستمر ذلك الشعور الجميل لدى الاجيال السابقة، هنا او في بقية بلدان العالم، باننا مدينين لمن علمونا و ساهموا في تربيتنا وفتح عقولنا، وذلك الاحساس بالاحترام الذي يساورنا كلما التقينا بمن علمونا. اضم صوتي للصديق بونيت الذي يعبر عن راي موضوعي ينطوي على غيرة وحرص على المدرسة العمومية وعلى ابناء وبنات المغاربة الذين يلجونها اختيارا او اضطرارا. حدار من ان نخلق انظمة تعليمية متفاوتة داخل نظام واحد ومن هدم المدرسة العمومية ومن المطالب العبثية التي لا افق لها ولا تجلب تقديرا او احتراما، بل تزرع الشك وتتجاوزه الى ماهو اسوا.