محمد الحبيب طالب
في الفقرة السابقة، وجدت نفسي كتبت أربع صفحات في تحليل ما ورد فيها من مكاسب، اكتفيت بالتلميح اليها لضيق المجال، ولتداولها الواسع و المتوفر من قبل مؤيديها . واختصارا لها جميعا، أجزم وبلا تردد، أن ما تحقق للقضية الفلسطينية من مكاسب كبرى وعلى جميع المستويات فاق ما أهدرته عقود من الجنوح إلى الدبلوماسية والمفاوضات والتوكل على كسب الولايات المتحدة وانتظار ان يجود علينا المجتمع الدولي من عنده باعتراف وتطبيق لمقرراته، وبلا أدنى الادنى من قوة الفعل والضغط وصولا إلى أن التطبيع هو الحل. أحد عشر يوما كانت كافية لتغيير الأوضاع ولتهز العالم. ولي الثقة الكاملة في أن الشعب الفلسطيني بجميع فصائله قادر على تثبيت المكاسب واستثمارها سياسيا على أحسن وجه. وما يمكن التشديد عليه ومن الآن أن لا أولوية أخرى، عاجلة وفورية غير إعادة بناء الدور القيادي المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية، بعد أن استعاد الشعب الفلسطيني هويته الوطنية الموحدة، ومع التجديد المطلوب لهياكل المنظمة لكي تستوعب جميع الفصائل وممثلي المجتمع المدني وجيل الشباب الصاعد و فلسطيني الداخل. و على برنامج سياسي جديد يستعيد التواصل الحي والواضح، السياسي و الدعائي و العملي بين الدولة الديمقراطية العلمانية الواحدة، كما كانت في البرنامج الوطني الأصلي، وبين الدولة في حدود 67 مع تلازمها الدائم بالقدس الشرقية عاصمة و الحق في عودة اللاجئين. و لأن الصهيونية الإسرائيلية ترفض بالقطع الحلين معا، وتعتبرهما ضربة قاتلة لمشروعها الإستيطاني العنصري، سيكون من الوارد حتما تعليق منظمة التحرير الفلسطينية إعترافها بدولة إسرائيل إلى أن تعترف مسبقا بالدولة الفلسطينية و بحق تقرير المصير و بعودة اللاجئين. وهذه قضية ستحتاج في المستقبل لتحليل مفصل لكيفيتها و خطواتها و تداعياتها على جميع الصعد.