في إطار متابعة مؤسسة كنانيش مراكش لبرنامج صالونها الأدبي الممتد من بداية شهر رمضان وبتنسيق وشراكة مع مقهى أوربا ،اختتمت فعالية البرنامج بأمسية تحت عنوان جمالية الفنون المغربية ( موسيقى –غناء –مسرح –سينما –تشكيل )بتاريخ 02/06/2019
سير الجلسة الأستاذ الشاعر والمترجم محمد بوعابد الذي تقدم في بدايتها بتهنئة للشاعر إبراهيم قازو على استحقاقه الرتبة الأولى في شعر الهايكو من قبل مؤسسة النور للثقافة والإعلام في جائزتها السابعة للإبداع.
أشار بعدها إلى مقاربة معجمية وعلم جمالية لمفهوم الجمال ومفهوم الفن ،ليتيح المجال في إطار المحور الأول المتعلق بفن المسرح للأستاذ عز الدين سيدي حيدة الذي تقدم بمداخلة حول تاريخ المسرح المغربي والمراحل التي مر منها (الاقتباس والترجمة )مشيرا إلى علاقة النص بكل من المؤلف والمخرج والممثل ،والدور الكبير لهذا الأخير فوق الركح وتعبيره الانفعالي المسرحي والذي من المفروض أن يستمتع به قبل إمتاع المتلقي /المتفرج بذلك .
أثارت هذه المداخلة تدخلات من قبل مجموعة من الفعاليات الثقافية الوازنة والتي انطلقت من تجربتها في ميدان الفن المسرحي ،حيث أغنى النقاش كل من الأستاذ محمد بن إدريس الكاتي الذي أثار مجموعة من القضايا في مقدمتها الإشارة إلى الاشتغال المسرحي على لغة الجسد بعيدا عن لغة النص ،وإلى العلاقة بين المؤلف والمخرج .إضافة إلى تدخل المخرج المسرحي عبد العزيز أوشنوك ،الذي انطلق هو الآخر من مراوحة النص المسرحي بين مجموعة من السلط من بينها سلطة المخرج .
الأستاذ عبد العزيز المعيفي طرح مجموعة من الإشكالات لها علاقة بالمسرح من بينها المحلية والعالمية ،والمسرح كقضية في ظل بورجوازية استهلاكية كمبرادورية .
الممثل عبد الرحيم الزبيري وانطلاقا من تجربته الشخصية في ميدان التمثيل أشار إلى بعض إشكالات المسرح المغربي ممثلة في ضرورة النص الإبداعي وغياب المتابعة النقدية ،إضافة إلى انعدام الإرادة لدى المسؤولين عن الشأن الثقافي للاحتضان أو الدعم أو التشجيع .
الشاعر نور الدين بن خديجة وانطلاقا من تجربته الشخصية في مجال الإبداع الشعري أثار قضية الابتذال التي عمت مجموعة من الفنون في مقدمتها وعلى رأسها الشعر والمسرح .
وفيما يرتبط بمحور الفنون الموسيقية قدم الأستاذ والعازف عزيز باعلي معطيات تهم الموسيقى المغربية وانفتاحها على أشكال من الموسيقى العالمية (الجاز- البلوز-الروك …)معتبرا عدم الإلمام بهذه الموسيقى ضربا من الأمية في المجال .
كما أثار الأستاذ جمال البوزياني ،قضية حضور الشخصية المغربية في مجال الموسيقى معتبرا أن الموسيقى المغربية غنية بإيقاعات مدهشة يمكن إذا تم استغلالها والانطلاق منها الانتقال من المحلية إلى العالمية .
وبالنسبة لمحور الفنون التشكيلية قدم الخطاط والفنان عبد الغني ويده لمحة تاريخية موجزة عن تاريخ الفنون التشكيلية بالمغرب مشيرا إلى مدرسة الفنون الجميلة بالدار البيضاء ،والفنون التطبيقية بمدينة تطوان ،مركزا على اهتمامه بتجربة الخط العربي وجمالية الحرف مستحضرا تجربة كل من الشرقاوي و الجيلالي الغرباوي وصلادي وتجربة الخطاط الإيراني محمود زنده رودي ،وما طرأ على جمالية الخط في إطار الانتقال من الخط الكوفي بالمشرق إلى الخط الأندلسي بالغرب الإسلامي .
تدخل بعده كل من الحسن الفرساوي الذي ركز على الفنون التشكيلية بين التنميط والأصالة والتميز والفرادة ،وعلى ما سماه بانعدام العلاقة بين السذاجة والفن ،مستعرضا مشاكل التهميش التي يعيشها الفنان التشكيلي المغربي في غياب المؤسسات الفنية . الفنان التشكيلي حسن المحتال أشار بدوره إلى حداثة الفنون التشكيلية وانعدام تراث تشكيلي مغربي ،وهو يقصد تحديدا فن اللوحة ،وإلى قضايا تهم صناعة الصورة بشكل عام .
أغنى النقاش كذلك كل من الأستاذين المكي المربي والأستاذ عبد الإله كليل الذي ركز على دور الثلاثي المسرحي :ممثل ،ركح ،متلقي/ناقد .
ولأن التدخلات كانت غنية ومثيرة لقضايا وإشكالات عدة ،في وقت وجيز لا يسمح بملامسة كافة القضايا المطروحة ،اتفق الحضور ومؤسسة كنانيش على التفكير في أنشطة ثقافية خاصة بكل فن على حدة ،تستدعى إليه فعاليات ثقافية مختصة ،خاصة وأن الجلسة /الأمسية لم تقارب لضيق الوقت فني السينما والغناء والفوتوغراف.
إلى ذلكم الحين تتقدم مؤسسة كنانيش بموفور شكرها الخالص إلى الحضور الكريم على تحمله عناء السهر ومشقة التنقل إلى المحاميد ،رغبة في إثراء النقاش ، وتكسير جليد المشهد الثقافي بمدينة مراكش .
عبد الصادق شحيمة