إدريس بوطور
أصادف بين الفينة والأخرى كتابات على صفحات الفيسبوك يخلط أصحابها في كتابة كلمتي “السور” و “الصور ” باعتبارهما حاملتين لمعنى واحد وهو ما يحيط بالمكان من حائط او سياج للحماية والتحصين . والواقع -وحسب حدود معرفتي- أن بين كلمتي “سور ” و” صور” اختلافا معجميا ثابتا من خلال دلالة كل واحدة على حدة .فالسور هو حائط او سياج حجري او نباتي يحيط بمنزل او حديقة او مدينة قصد المحافظة والتمنيع. ومصدر الكلمة هو السور والسورة ( بفتح السين وتشديدها وسكون الواو ) ، وتعني منزلة رفيعة في الشرف والفضل والاخلاق ، ومكانة اجتماعية ذات مهابة واحترام . هذه المنزلة وصفاتها الواردة هي التي شكلت السور الذي يحقق المنعة والقوة . ومن السور جاءت كلمة “السوار” (بكسر السين وتشديدها ) وهي حلية من ذهب او فضة تحيط مثل السور بمعصم المرأة فتزيدها جمالا واحساسا بالفخر والاعتزاز وسط مجتمعها وأسرتها. ومن السور جاءت كلمة “التسوير” التي تعني عملية وضع وبناء الأسوار ** أما كلمة ” الصور” فهي بعيدة كل البعد عن مفهوم السور الوارد آنفا ، فهي تعني آلة مصنوعة من قرن بعض الحيوانات ينفخ فيها فتحدث صوتا متميزا للتنبيه ، وقد كان استعمالها متداولا في الحروب القديمة حيث كانت تصدر صوتا مفزعا عندما يشتد وطيس المعارك . كما تعني كلمة “الصور” (بفتح الصاد وتشديده وسكون الواو) ميلان البناء او الشجر واعوجاجه ** إنها وقفة توضيحية لإزالة أحد أشكال اللبس الوارد في العديد من من محطات لغة الضاد .
وإلى وقفة أخرى بإذن الله.