كيف يتولون المسؤولية الاولى في الحكومة ويسعون في نفس الوقت الى تخريب اي مجهود يروم تحرير التنمية بالبلاد من العوائق التي تعوقها؟
كيف يبنون تحالفات دولية ويتخذون مواقف تتعارض مع السياسة الخارجية للدولة التي توجهها بالدرجة الاولى الدفاع عن المصالح الوطنية و حمايتها ؟
بماذا يمكن تفسير ازدواجية الخطاب التي ظهرت بشكل فاقع مؤخرا فيما يتعلق بالحجر الصحي ؟ هل يتعلق الامر بانفصام مرضي (سكيزوفرينيا) لم ينفع معها تكوين الزعيم ورئيس الحكومة ؟ ام هو لعب على الحبال باحط الطرق واقلها تطابقا مع الاخلاق الاسلامية والبشرية ؟
يمكن ان نضيف الى الاسئلة اعلاه دزينة اسئلة اخرى في اطار البحث عن المنطق الذي ينتظم فوضى موقف اتباع حزب العدالة والتنمية.
تصيد فرصة لقاء بروتوكولي بين رئيس اللجنة المكلفة باعداد النموذج التنموي مع سفيرة فرنسا بالمغرب ونشر هذه الاخيرة لتدوينة غير دقيقة بشكل بئيس للانطلاق نحو الترويج لفكرة ان الرجل سلمها ما ليس موجودا بعد وما تم تمديد اجل العمل عليه الى اخر السنة الجارية بسبب طارئ كورونا الذي غير كثيرا من المعطيات وجعل الافاق اكثر ضبابية عالميا ينطوي على جهل وحقد بدائي يسكن من يعيشون على الافكار البدائية.
الترويج لتلك الفكرة دليل جهل بدور اللجنة الاقتراحي وبمسؤوليتها امام الملك الذي نصبها وكلفها بمهمة محددة ومحدودة في الزمن وحرص على ان تضم عددا من الكفاءات المغربية المقيمة في الداخل والخارج والمتنوعة الاختصاصات والتي لايساوي امامها مايجمعه الحزب الاسلاموي قلامة ظفر.
الترويج لتلك الفكرة ايضا ينطوي على تحقير للسيادة الوطنية وللذات الوطنية وقدرتها على ابداع مايناسبنا وما يخدم مصالح وطننا وشعبنا الاستراتيجية باستقلال عن اي دولة، كيفما كان حجم ونوع العلاقات معها ماضيا وحاضرا ومستقبلا، والحال، وكما يعرف ذلك من يعرف، ان المغرب اتجه مند مدة غير قصيرة لتنويع شركاته وشركائه الدوليين واتجهت اختياراته ومواقفه نحو الاستقلال عن اي تاثير خارجي غير ما تفرضه ضرورات التعاون والتبادل دوليا والتكيف مع المعطيات التي تفرض نفسها على الجميع، لاننا جزء من العالم ولسنا جزيرة او كهفا من الكهوف التي يحلم البعض في حشرنا فيها ليمارس علينا تسلطه.
الترويج لتلك الفكرة ايضا وايضا يؤطره جهل بكون فرنسا نفسها تناقش نموذجها التنموي حاليا، بل وياخذ هذا النقاش شكل نزاع وجد صداه في الشارع، وليس لها ماتنصحنا به او تمليه على غيرها في هذا الوقت، ويخترقه جهل بكون المغرب بات يدبر علاقاته مع هذا البلد في الاطار الشامل لعلاقاته مع الاتحاد الاوروبي، دون التفريط في في العلاقات الخاصة معه او مع دول اوروبية اخرى صديقة كاسبانيا مثلا، التي صارت الشريك التجاري الاول للمغرب.
هذه ملاحظات يمكن ان نضيف اليها غيرها، وبالدخول في التفاصيل المملة ان اقتضى الحال، على حملة غير مدروسة، وفاقد الشئ لايعطيه، على لجنة النموذج التنموي التي تاتي امتدادا لما سبقها وما تبين انه ناتج عن الرغبة في الحصول على “بليصات” لمن لا يملكون فكرا ولا يجيدون بحثا ولا يعرفون “الواو من عصاة الطبال” فيما تشتغل عليه اللجنة، كما ظهر جليا من خلال خرجات شيخهم ذي التقاعدين او من خلال “الشرويطة” التي قدمت للجنة نفسها. ولابد من الاشارة في هذا السياق الى انه لو نجح رئيس الحكومة وزعيمهم الحالي في اعداد ما ” يعمر العين” بعدما كان الملك قد كلفه بذلك رسميا وعلى رؤوس الاشهاد ماكانت هناك حاجة لتكوين اللجنة اصلا.
ليس دفاعا عن لجنة النموذج التنموي او عن رئيسها او عن اي احد،فلا تجمعني معهم اي مصلحة او حتى معرفة شخصية، فقد يكون لي راي معارض تماما لمخرجاتها اذا ما اتجهت الى تكريس ماهو قائم وما فشل في حل المشاكل العويصة بالبلاد، التي زادت حدتها مند الحكومة السابقة، او اعتماد رؤية مستمدة من النيوليبرالية التي يسير العالم نحو القطع معها بخطى سرعتها مضاعفات الجائحة.
محمد نجيب كومينة / الرباط