آخر الأخبار

استعمال اسبانيا ورقة الهجرة ضد المغرب

محمد نجيب كومينةَ

اسبانيا تستعمل برلمانيين في برلمان الاتحاد الاوروبي لاستصدار قرار لهذه المؤسسة ضد المغرب في ميدان الهجرة.
الهجرة مجرد شماعة، لان ما يرغب فيه الاستعماريون ابعد من ذلك.
اسبانيا بخطوتها العدائية والتصعيدية الجديدة هذه تتوخى ممارسة الضغط على المغرب
– بهدف ثنيه عن السعي الى استعادة المدينتين المحتلتين: سبتة ومليلية والجزر المتوسطية الثمانية التابعة للتراب المغربي، بعدما تبين لها مسعاه الواضح الى انهاء استعمار عتيق ومتخلف، و دفعه في هذا الاطار الى التراجع عن قراراته التي جعلت المدينتين المغربيتين المحتلتين تتجهان نحو حالة من الاختناق الاقتصادي، اذ احكم اغلاق ابواب التهريب الذي كان ايضا تخريبا لقطاعات اقتصادية مغربية، و قام قبل ذلك، ومند سنوات، باخضاع واردات المغرب من السلع الشبيهة بالسلع المهربة للحد الادنى من الرسوم الجمركية، وذلك قبل تحرير مبادلات السلع المصنعة مع الاتحاد الاوروبي.
– بهدف ارغامه على لعب دور دركي اسبانيا واوروبا في ميدان الهجرة عبر تخويفه، و كان قرارا للبرلمان الاوروبي يمكن ان يخوف دولة ذات سيادة من قبيل المغرب
– بهدف الاساءة لسمعة المغرب اوروبيا باستعمال الورقة التي تعبا كل اليمينيين المتطرفين العنصريين والمعادين للاجنبي المتزايدة اعدادهم في القارة العجوز التي لاتعاني من الشيخوخة وحسب بل وايضا من احساس بالتدهور في ظل تغير موازين القوى العالمية الناتجة عن اعادة انتشار الثروة والقوة، ذلك ان تمرير قرار ضد المغرب سيكون له صدى اعلامي في احسن الاحوال. و من المثير جدا ان مشروع القرار وضع عشية انطلاق مناورات الاسد الافريقي بالمغرب التي لا تشارك فيها اسبانيا.
– واخيرا بهدف تاكيد استمرار اطراف في اسبانيا في الدفع بالتوتر بين المغرب واسبانيا خدمة لاجندة جنيرالات الجزائر الفاشلين الذين لا يمكن تصور ان مخابراتهم واموال الشعب الجزائري غائبة عن المبادرة بتقديم المشروع المذكور، هذا مع العلم ان الجنيرالات الذين يحكمون بلد المليون شهيد في النضال ضد الاستعمار لم يترددوا في التنسيق مع المستعمرين الاسبان و عرضوا عليهم خدماتهم للتخفيف من حالة الاختناق في مليلية باقامة خط بحري رابط بين المدينة المحتلة وميناء جزائري لاستيراد ماكان يهرب الى المغرب، وهو مالم يكن مغريا بشكل كبير لسلطات الاحتلال بمليلية الذين يعرفون ان قصة الخطوط البحرية الجزائرية مجرد لعبة خاسرة.
واذا ماتاتى للمبادرين بتقديم المشروع المعادي للمغرب ان يمرروه، فان سمعة برلمان الاتحاد الاوروبي ستتلطخ، لانه سيكون قدر مرر في سنة 2021 قرارا في عمقه وروحه استعماري وعنصري ومعاد لبلد شريك، بل اهم شريك في الضفة الجنوبية للمتوسط، و سيظهر الاتحاد الاوروبي في صورة تحالف استعماري يعيد الى الادهان تاريخا قريبا وبعيدا، يمتد من الحروب الصليبية ليصل الى الاستعمار ، و هي الصورة التي لن يقتصر تلقيها على الشعب المغربي، بل يمكن ان تنتقل الى العالم العربي وافريقيا والعالم اجمع، خصوصا وان ورقة الهجرة المستعملة بقدارة سياسية لا مثيل لها لا تعني المغاربة وحدهم، بل ولا تعنيهم بشكل اساسي.
اذا ما اعتمد برلمان الاتحاد الاوروبي مشروع القرار الاسباني، فانه سيتحول الى مجمع فيادوليد (بلد الوليد) الذي وصلت فيه العنصرية الى حد التساؤل هل الهنود الحمر، السكان الاصليون للقارة الامريكية، بشر، وهو التساؤل التي فتح المجال لعمليات ابادة بشعة وجرائم ضد الانسانية اكثر بشاعة حتى من التصفية التي تعرض لها الاندلسيون بعد حروب الاسترداد، وتعرض لها سكان سبتة لدى احتلالها من طرف البرتغاليين ثم الاسبانيين.
اوروبا تبقى اسيرة تاريخها الاستعماري . هذا ما يطفو الى سطح الاحداث في كل مرة، والخطير في الامر ان سقط يسار يجد نفسه منجرا الى الدفاع عن الاستعمار وعن ارثه بعدما تاه واضاع البوصلة.