تستمر صباح اليوم الأحد الجلسة التشاورية لوزراء الخارجية العرب، لضبط جدول أعمال القمة واللوائح والقرارات التي سترفع إلى مؤتمر القمة على مستوى القادة الذي يعقد الثلاثاء المقبل، في غضون ذلك اشتكى الوفد المغربي المشارك في أشغال اجتماع مجلس وزراء الخارجية التحضيري للقمة العربية بالجزائر، السبت، من “استفزازات وخروقات بروتوكولية وتنظيمية متنافية مع الأعراف الدبلوماسية والممارسات المعمول بها في الاجتماعات”، في صورة أخرى من صور التوتر والخلافات العميقة التي تعرفها العلاقات بين البلدين الجارين. بينما نفت الجزائر خرق البروتوكول.
وأبدى الوفد المغربي استياءه من الطريقة التي تعاملت بها البلاد المستضيفة للقمة خلال استقبال وفد المملكة الرسمي، محاولة الجزائر تعريضه للإقصاء والتهميش، بدليل أن وزير الخارجية ناصر بوريطة والوفد المرافق له لم يُستقبَلوا رسمياً عند وصولهم إلى مطار هواري بومدين في العاصمة الجزائرية، كما جرت العادة، وهو ما يُعتبَر خرقاً للبروتوكول والأعراف المعمول بها بالاجتماعات التي تنظم في إطار جامعة الدول العربية.
و قال بوريطة في تصريح للصحافة: “إذا تجاوزنا الخلافات الجانبية والاستفزازات التي لا حاجة منها، وإذا البلد المضيف (الجزائر) تعامل وفق القواعد التي تحكم القمم، سواء من الناحية البروتوكولية أو من ناحية الأعراف، يمكن نجاح القمة”، محذراً من أنه “إن كان التلاعب بكل هذه القواعد، فالأكيد سيكون الفشل مصير هذه القمة”.
و نفت مصادر إعلامية رسمية مغادرة بوريطة والوفد المرافق له مكان اجتماع وزراء الخارجية العرب التحضيري للقمة العربية في دورتها الـ31 المقرر عقدها يومي 1 و2 نونبر المقبل بالجزائر إثر خلاف مع وزير الشؤون الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة.
في السياق، بقي الوفد المغربي داخل القاعة واحتج على استعمال خريطة المغرب غير المعتمدة من قبل الجامعة العربية، كما هو متعارف عليها، من قبل قناة جزائرية، ما اضطر الجامعة العربية الى إصدار بيان توضيحي، ورئاسة الجلسة إلى تقديم اعتذار.
ونفى بيان الأمانة العامة لجامعة الدول العربية أن يكون لها أي شركاء إعلاميين في تغطية أعمال القمة العربية الـ31 بالجزائر. وأكدت الأمانة العامة أن “الجامعة العربية لا تعتمد خريطةً رسمية مبيناً عليها الحدود السياسية للدول العربية، وأنها تتبنى خريطة للوطن العربي دون إظهار للحدود بين الدول، تعزيزاً لمفهوم الوحدة العربية”. ودعت الأمانة العامة للجامعة العربية جميع وسائل الإعلام إلى “توخي الحرص الشديد في نسبة المعلومات المنشورة على مواقعها للجامعة العربية، أو مؤسساتها”. ولاحقاً اعتذرت قناة الجزائر الدولية في بيان لها، عن استخدامها لخريطة الوطن العربي، غير تلك المعتمدة من قبل جامعة الدول العربية.
وكان وزير الخارجية المغربي قد وصل السبت إلى الجزائر، في أول زيارة لمسؤول مغربي منذ قرار السلطات الجزائرية قطع العلاقات الدبلوماسية من جانب واحد في 24 غشت 2021 وإغلاق مجالها الجوي في شتنبر 2021