ٱدريس الأندلسي
تبون: لماذا أتى بي رجالك في هذه الساعة و بهذه القسوة إلى القيادة سيدي القائد؟
شنقريحة : منذ يومين و أنا أكبح جماح الضباط حتى لا تخضع لاستنطاق مثل الذين لا يسمعون أوامر الجيش الوطني الشعبي.
تبون: ولكنني أكبر المستمعين و السامعين و المقتنعين بخطاب و أوامر الجيش الوطني الشعبي. و تعرف، سيدي القائد، أنني لا ازيغ قيد انملة عن توجيهاتك. و كل العالم شاهد على أنني لا أقدم على أية حركة خارج المرادية إلا بإذنك.
شنقريحة: كل هذا لا يكفي. أنا أريد رئيسا ذكيا و أنت تفتقر لكل شيء و بالأحرى الذكاء.
تبون : اسمح لي أيها القائد، كل المعلمين من الابتدائي إلى الجامعي أكدوا أن مستوى ذكاءي عال.
شنقريحة: من قالوا لك هذا ليسوا أذكياء. لو كانت لديك ذرة ذكاء لاخترنا غيرك. أقصد بالذكاء تطبيق الأوامر و الإكثار من الأفعال و الأقوال التي تدخل في استراتيجيتنا للسيطرة على القبايل و اضعاف هذا الجار المزعج.
تبون: و الله، أيها القائد أنني أعمل بجد في هذا المجال. الإنتربول يشتغل على من يسمون أنفسهم زعماء القبايل. و قريبا جدا ستسلمهم لنا أوروبا. لقد أقنعنا كل المحاكم و القضاة أنهم إرهابيون.
شنقريحة: الم أقل لك أنك بعيدا كل البعد عن الذكاء. ما ذا درست؟ القانون أم الهذيان أمام الميكروفون؟ أحذرك كما حذرتك منذ أول يوم أن تمتنع عن الغناء خلال جلسات الأنس كما كنت تفعلها منذ سنين.
تبون: تبت توبة عسكرية و أصبحت لا اطرب إلا نفسي ،في الحمام طبعا.
شنقريحة: أظن أنني سأعيد تربيتك في أحد الأماكن التي يوجد بها من سبقوك إلى منصب رئيس الحكومة.
تبون: لا سيدي لا رغبة لي في رؤية سلال الذي أكرهه لأنه كان دائم الاستهزاء بي.
شنقريحة: ذلك الإرهابي يصول و يجول في العالم و يتم تقديمه كزعيم لقبايل و لم تفعل شيئا غير الكلام عديم الفائدة.
تبون: إنه عميل لكثير من أجهزة المخابرات المعادية لدولتنا العظمى
شنقريحة: هذا الكلام يمكن أن تقوله لصحافة “بو دورو” كما يسميها ذلك الإرهابي الذي يشوه صورتنا يوميا و الذي كان يعمل ضابطا في الجيش.
تبون: اعرفه سيدي القائد. إنه ينعتني يوميا ب” رخيص الجمهورية.
شنقريحة: في هذه اتفق معه.
تبون( و هو يخفي ابتسامة مفاجئة) إنه يقول عنك أشياء غير صحيحة.
شنقريحة: لا انتبه إلى كلامه. أبول أو لا أبول و على من أبول لا يهمك و لا يهمه.
تبون: لك الحرية سيدي القائد فالشرب و البول صنوان. و أنا مع الحرية في التبول الإرادي و اللاإرادي.
شنقريحة: أعرف أنك تستمتع بهذا الموضوع و أنك قبل ساعات كنت تضحك بحبور عندما كنت في غرفة نومك و أكدت لمن كنت تخاطبها أنك افرغت مثانتك حتى لا يقال عنك مثل ما يقال عني.
تبون: من نقل إليك هذا الكذب البين، أنهم أعداء النجاح.
شنقريحة: لا تسأل عن مصدر أخباري لأنه سر من أسرار دولتنا نحن الكابرانات. فشلت و لا زلت تبرر الفشل. و ماذا عن القمة العربية المقبلة.
تبون: عملنا مستمر على قدم و ساق و سننجح.
شنقريحة: الساق يسقيك حتى تنسى أن لك قدم. أظهرت أنك و من اخترتهم من لعمامرة إلى صديقه السفيه عمار بلاني مجرد ابواق لا يسمعها أحد.
تبون: أنا متفق معك أيها القائد. كنت على وشك إعفاءهم و لكني فضلت حكمك عليهم. هل افصلهم و الفق لهم تهمة الفشل الدبلوماسي.
شنقريحة: لا يهمني كثيرا ما تريد أن تفعل. المهم هو أن كل يوم يمضي تنفتح أبواب أمام “المروك ” وتقفل في وجهنا. و حتى الحلف الأطلسي أصبح ينعتنا بالدولة التي لا ثقة فيها.
تبون: إنها مؤامرات المخزن و دعمه من دول الخليج و إسرائيل.
شنقريحة: أريد نتائج على الميدان.
تبون: لقد بدأت مناورات بالتعاون مع بعض الصحافيين لكي نزعزعهم من الداخل. و لقد بدأوا بالكتابة عن قضايا ستعصف بجار السوء إلى جحيم الفوضى.
شنقريحة: و هل تظن أن شعب المغرب سيصدق صحافتنا سواءا الداخلية أو تلك التي تكلفنا آلاف الدولارات في الخارج.
تبون: المهم هو توجيه السهام و قد تصيب احداها المخزن.
شنقريحة: إنك تلعب لعبا مفضوحا. فحتى مجال الأغنية استخدمته و فشلت فيه. ماذا عن فضيحة أغنية ذلك المغربي الذي يقول أن شفشاون مغربية؟
تبون: أنا أعرف الأغنية و الجزائر و وهران أحق بها من شفشاون.
شنقريحة: هل تؤكد أن هذه الأغنية من إبداع أحد فناني جار السوء.
تبون: نعرف و لكن سنصر على أنها جزائرية كصومعة الكتبية و ابن بطوطة و بوتفليقة و حتى السجاد الرباطي والامازيغي و الجبلي
شنقريحة: و ماذا إذا افتضح الأمر. هل ستقوم اليونسكو و مكتب حقوق المؤلفين الدولي بفضحنا.
تبون: سنعتبرهم كلهم مع إسبانيا و أمريكا و افريقيا و العالم العربي عملاء لمخابرات المخزن. و سيصدقنا الشعب و كل شعوب العالم
شنقريحة: كل كلمة تقولها ستجرنا إلى الكوارث. انت الذي وضعناك على كرسي الرئيس لا تقوم بدورك. كنت أظنك و من معك ستتخذون قرارات تغطي على خططنا كجيش و لكنكم تفضحون كل شيء.
لكل هذا قررت أن…
إلى الحلقة التالية.