آخر الأخبار

اسماعيل احريملة يروي تفاصيل اعتقال مدير الوكالة الحضرية بمراكش ـ 4 ـ

في الوقت الذي انبرى بعض أشباه الصحفيين لتغطية الشمس بالغربال، في موضوع اعتقال مدير الوكالة الحضرية بمراكش، و نهج سياسة الهروب إلى الأمام، انبرى اسماعيل احريملة، الصحفي النزيه، رئيس الفرع الجهوي للنقابة الوطنية للصحافة إلى الكشف عن تفاصيل الحادث، للإشارة هناك العديد من الأقلام الحرة التي تطرقت للموضوع بمهنية ، لكن من اعتاد الصيد في الماء العكر، أبى إلا أن يتحف الرأي العام بسناريو أقرب إلى الخيال، مشيرا إلى أن المبلغ المالي المحجوز لدى الموقوف يعتبر عمولة، وهو يعتقد تبرئة صديقه، بنشره تلك التفاهات و الأحلام التي عرتها الضابطة القضائية، قبل أن يوضحها التحقيق التفصيلي، في حين أضاف له تهمة استغلال النفوذ .

2) احالة المدير العام للوكالة الحضرية لمراكش على قاضي التحقيق المكلف بجرائم الاموال باستئنافية مراكش

وسط اجراءات امنية مشددة وفِي جو من الاستنفار استقبلت ردهات محكمة الاستئناف بمراكش صباح الاحد الماضي خالد ويا المدير العام للوكالة الحضرية بمراكش،الذي حل مخفورا بعناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية قادما من الدار البيضاء حيث اجريت كل فصول الابحاث والتحريات، بعد ضبطه متلبسا بتسلم مبلغا ماليا ظخمة على سبيل الارتشاء.

بدا المتهم في حالة ارتباك شديد اثناء اقتياده صوب مقر النيابة العامة، حيث تطلب الامر بضع ساعات قبل إحالته على يوسف الزيتوني قاضي التحقيق المكلف بجرائم الاموال ، والذي قرر اخضاع مدير الوكالة الحضرية للتحقيق في حالة اعتقال ورفض تمتيعه بالسراح مقابل كفالة.

وكان المتهم قد وجد نفسه في قلب زوبعة طوحت به بعيدا عن مكتبه الأنيق بمبنى الوكالة الحضرية، إثر وقوعه في فخ تم نصبه بناءا على تعليمات محمد عبد النبوي الوكيل العام بمحكمة النقض، وسخرت لتنفيذه عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، استجابة بشكاية احد المقاولين الذي اتهم المدير العام للوكالة الحضرية بابتزازه والضغط عليه لتغطية احد مشاريعه الكبرى بمراكش بالتراخيص المطلوبة، راشقا اياه بسهام ” اذهن السير، يسير”.

نجحت الخطة في الايقاع بالمشتكى به وضبطه متلبسا بالجرم المشهود، بعد تسلمه مبلغا ماليا حدد في سقف ال50 مليون سنتيم، لتنطلق اثرها مجريات بحث وتحري امتدت الى منزل المتهم الذي خضع لتفتيش دقيق بحضور ممثل النيابة العامة، حيث حجزت مبالغ مالية حددها مصادر مقربة من التحقيق ب” المبالغ الفلكية” ، كما تم حجز ركام من الملفات والوثائق ذات العلاقة بالمشاريع العقارية  بالمدينة الحمراء.

مباشرة بعدها تم اقتياد المتهم صوب مبنى ولاية الامن مراكش، قبل الانتقال للمقر المركزي للفرقة الوطنية للشرطة القضائية بمدينة الدار البيضاء، لاستكمال مجريات البحث.

وإذا كانت واقعة التوقيف والاعتقال قد عرَّت في بعض تفاصيلها، عن حجم الاختلال والطريقة التي ظلت متبعة في تدبير قطاع التعمير ببهجة الجنوب على عهد مدير الوكالة الحضرية المتهم، من حيث اعتماد سياسة” اعطيني، نعطيك” ما فتح المجال امام ركام من الاختلالات والتشوهات العمرانية، فانه بالمقابل قد أماط اللثام عن حقيقة تحول الوكالة الحضرية الى أخطبوط تمتد أذرعه لتخترق مختلف المجالات والقطاعات من حيث تكون شبكة عنكبوتية من المضاربين والمنتخبين الذين ولجوا قطاع البناء والتعمير من مواقع مسؤولياتهم بالمجالس المنتخبة، ومن تم تدشين هجمة عقارية  نهشت عقارات الدولة وأراضي الجموع، مدمرة في طريقها الاخضر واليابس، وامتد حريقها ليجهز على حقوق البسطاء الذين تم طردهم من عقاراتهم عبر الاحتيال على القوانين ، لتعبيد الطريق امام فيالق المضاربين لاستنبات مشاريع عقارية مربحة دون ادنى اعتبار لمصير ذوي الحقوق، وبالتالي تدشين مسلسل فضائح سارت بذكره الركبان.