آخر الأخبار

اشـــــرب و تـــــمــــتــــع

المبارك الگنوني 

تعد سقايات المدينة القديمة إرثا حضاريا و عنصرا مكونا للمركبات الدينية لمدينة مراكش وموروثا تركه السالفون وتملكه اللاحقون أمانة وكنزا ، كسقاية سيدي بلعباس وسيدي بن سليمان وسيدي عبد العزيز وبن صالح وباب دكالة والمواسين.منذ قرن وهذه السقايات القديمة تخوض صراع البقاء ضد الإهمال والانقراض، بعدما كانت منارة ومركز حضارة ورخاء.فبعد المقالة “لمحمد حاتم” وأخرى ل”مراد الناصري” والذان أعطيا تعريفا لسقاية “اشرب وشوف” بحي أسول،والتي كانت فعلا تعتبرمتعة للناظرين من حيت الإبداع والزخرفة يتأمله الإنسان وهو يشرب ماء يروي جسده قبل أن يطالها الإهمال.سقاية “اشرب وشوف” التي بنيت في عهد احمد المنصور ( 1578م-1603م)، والمتواجدة بأمصفح،تعتبرمن أشهر سقايات مراكش،نتيجة ماتتميز به من زخرفة راقية غنية وأصيلة، ومن خصوصية حيث أن الآيات والزخارف الموضوعة على خشبها، تطلبت حسب الخبراء زمنا طويلا، ودربة خاصة ، حيث تم وضعها على أخشاب النخيل المستعصية على النحث، وقد عمد الصناع آنذاك إلى وضع جدوع النخيل المذكور في صهاريج من الخل البلدي، لتتماسك أليافها ويسهل نحتها ووضع النقوش عليه.الخشب صمم على شكل عــش كبيرللنحل فوقه سقف من القرميد الأخضر. بعض الكتابات المنقوشة بخط كوفي تحث الزائر على الإرتواء والتمتع:”اشرب وتمتع،فهذه نعمة من الله الى خلقه.”فرغم أن هذه السقاية قد صنفت سنة 1985 من طرف “Unesco”تراثا عالميا ،فإنها اليوم تصارع عوادي النسيان و تنتظرالعناية و الاهتمام لأنها تشكل جزءا من ذاكرة المدينة عبر التاريخ كنقطة حياة ظلت تتغذى من مياهها السلسبيل الإنسان والدواب على السواء.