رحال گريش
تختلف نظريات التوجيه الصحيح باختلاف الثقافات والأزمنة.
فبعد أن كان الضرب في المنزل والمدرسة من الاساليب المتداولة لردع السلوكيات الغير مرغوبة لدى الطفل، وُلدت نظريات مستندة على دراسات عديدة ومختلفة ، تؤكد ان الضرب لا يمكن ان يؤدي الى عواقب حميدة
حديثاً، برزت نظرية الضرب المترافق مع الحب وكما نقول في الامثال “ما يطقك إلا يحبك” نعم عادت نظرية قديمة حول الضرب للظهور مجددا ، مستندة على تجارب جديدة تدين التربويين على خطأهم في تشددهم على قاعدة “لا للضرب على الاطلاق”.
و تعول هذه النظرية على اختلاف أنواع الضرب الذي يمارس على الطفل ، مبينة ووفقا للدراسات المستجدة الاستنتاجات والخلاصات التي تدين الضرب كانت كلها قائمة على ذلك النوع من الضرب الذي يتلقاه الطفل من ابويه او اهله وهم في حالة الغضب ، مثل هذا النوع من الضرب ليس لتأديب في الغالب ، بل هو للتنفيس عن الإحباط الذي يصيب الآباء ،بالتالي هو ابعد ما يكون عن الاساليب التربوية والتأديبية نتيجة لإساءة التصرف من قبل الطفل ،ترفض هذه الدراسات بل وتدين الضرب في حالة الغضب لما له من اثار سلبية على الطفل.
وتقترح هذه النظرية الانتظار برهة من الوقت قبل المباشرة بعقاب الطفل ليتعلم عواقب افعاله، فشتان بين الضرب عند الغضب والضرب بحب. وجدير بالإشارة أن مدارس “الضرب بحب” الحديثة تنتقد الأساليب الأقل عنفا، مثل وضع الطفل في زاوية الأشقياء أو إرساله إلى غرفته حيث ترى انها اشبه بعقوبة سجن الطفل و اثارها-حسب الدراسات المعنية – أسوأ من الضرب.
كما تقترح الدراسة الضرب على المؤخرة لردع السلوكيات المرفوضة لدى الأطفال تحت سن السنتين ، وترى انه فعال اكثر حيث لم تكتمل لدى هذا العمر المهارات اللغوية وذلك لثنيهم عن اساءة التصرف، ولكنهم -اي الاطفال- يفطنون إلى حقيقة ان ابائهم يحبونهم ، لذا يجب غرس هذه الحقيقة اكثر واكثر في نفوسهم مع مر الوقت. عندما يكبر الطفل يجب افهامه ان الضرب يتم بيد من تأديب ويد من محبة، و لن تفرق استخدام الادوات لان الطفل يدرك غريزيا ان اليد المحبة هي التي تمسك الأداة. و لكن نظرية “الضرب بحب” تستثني بعض الامور التي تخرج هدف “الضرب بحب” من معناه ومضمونه ، مثل استخدام الملعقة الخشبية حيث ان الاحصائيات اثبتت انها قد تترك اثار كدمات وهو امر مرفوض قطعياً، وكذلك خلع الملابس الداخلية عند ضرب المؤخرة كما كان متداولا في الغرب، أو تشكيل قبضة باليد للضرب، وأخيراً الضرب في حالة غضب كما ذكر سابقا.
أما عن كيفية “الضرب بحب”، فتقوم النظرية باقتراح خطوات متبعة للحرص على وصول الهدف، وهو انشاء جيل مهذب وواع لمعنى الضرب :
بدون غضب.
* الضرب في مكان خاص وبعيد ويخلو من الاخوة والأصدقاء وان يترافق الضرب بعناق وتشجيع للطفل و وتذكيره بأن العقوبة لترسيخ قانون ما وليس لخدش علاقتنا به.
* افهام الطفل بالتصرف الخطأ الذي قام به.
جدير بالذكر، إن في نظر القانون، الجرائم القائمة على تخطيط مسبق تسن لها عقوبات اشد ويقال عنها جرائم ارتكبت بدم بارد، أما جرائم الشغف والغضب المبنية على عواطفنا تخفف فيها الاحكام. بينما نظرية “الضرب بحب” تعكس هذه القاعدة فتجعل الضرب مع التخطيط المسبق بفرح ومرح اسلوب تربوي يشاد به، ولكم الحكم..