إدريس المغلشي
ونحن نعيش مرحلة الإعلان عن نتائج عملية أثارت ما أثارت من ردود أفعال متفاوتة ناتجة بالأساس عن القرار المفاجئ و اللاشعبي الذي حدد سن التوظيف بقطاع التعليم في ثلاثين سنة دون زيادة . وانبرى المدافعون عنه بتقديم مبرراتهم التي لاتخرج عن قاعدة حق اريد به باطل . لانختلف كون السن محدد اساسي لسقف زمني يحتم استثماره في التكوين المستمر والتكوين الأساس خدمة لقطاع التعليم الذي يظهر جليا أننا لم نوفق ولو مرة واحدة في تحقيقه والمسؤولون عن هذه الوضعية عوض محاسبتهم تركناهم في مواقعهم يهندسون وينظرون لمراحل مقبلة لاشك أنها سترهن مستقبل المنظومة لزمن آخر إضافي لامحدود.وقد كنا ندعو في السابق أن قطاع التعليم بالضرورة يجب ان يبتعد عن التوظيف السياسي حتى لاتكون الكلفة باهضة.الذين يتكلمون عن السن ودواعي توظيفه نسائلهم لماذا بقي على رأس هذه الوزارة مسؤولون يعبثون فيها لمدد طويلة حسب تقرير المجلس الأعلى للحسابات ، إذا كنا فعلا نحتكم للقانون أم أن هناك استثناءات ؟ الإصلاح يبدأ من داخل الوزارة قبل رفع شعار يهدف إلى وصوله للقسم الذي يظهر جليا أن البعض يلقي باتهاماته جزافا دون ألالتفات للداخل .نريد فضاءا تربويا مفعما بالحياة التربوية بدون شروط مسبقة لأن أغلب الإمكانات المادية المرصودة له ضاعت في ملفات فساد في منتصف الطريق دون حسيب ولارقيب .مسلسل من سنوات الضياع يعصف بمستقبل وطن والمسؤولون عنه باقون في مناصبهم ومصرون على البقاء مادامت يد العدالة لاتطالهم .
كل التغييرات التي تدعي لنفسها اصلاح التعليم يكذبها الواقع لأننا لم نجب لحد الساعة على سؤال محوري لماذا هذا الإقبال على وظيفة التعليم بهذا الكم الهائل ؟ كثيرة هي الأسباب التي تدفع الغالبية لاختيار التعليم لكن أبرز قناعة تغدي هذه الصورة هي غياب البديل في سوق الشغل وانعدام ضمانات الاستقرار في مهن أخرى مقارنة مع التعليم .
الخلاصة الأبرز من هذا الإشكال أن كل إصلاح ترومه الوزارة يتسم بمعطيين أساسين الأول اتصافه بالفجائية وبدون مقدمات الأمر الثاني أنها تخلف كوارث وضحايا وتبعات يؤديها مع الأسف المواطن لوحده .
السؤال ما العمل ؟
إذا كانت الوزارة جادة في اختيار الإجازة التربوية ، مامصير كل القابعين في المهنة بدون تكوين يؤهلهم لمواكبة المستجدات وممارسة المهنة وفق تطلعات محققة للهدف الأساسي ؟ بالمقابل هناك جحافل من الطلبة المجازين الذين خرجوا في مسيرات احتجاجية وهذا من حقهم ضدالقرارات العشوائية و اللاشعبية . كيف سيتم التعامل معهم ؟
إننا أيها السادة أمام مرحلة عنوانها الأبرز الفوضى والإرتجالية وسوء التدبير وتدعي زورا وبهتانا الإصلاح . وحتى لاننعث بالعدمية نقترح مايلي : الإجازة بمختلف شعبها تحتاج لتصنيف ومخرجات ذات بدائل محفزة للشباب حتى لانضيع في طاقة نعتبرها رصيدا مهما لهذا الوطن لانريد ضياعه بين الانحراف والهجرة . إذا لم تستطع الجامعة الجواب على سؤال التشغيل فإننا سنعش أزمة طويلة الأمد لن تحل مهما بالغنا في التفاؤل مرهون بأيدي لاتجيد سوى ضياع الفرص والمبالغة في العبث .