عرفت مدينة مراكش اقبالا كبيرا على المساجد لاداء صلاة العشاء و التراويح، وهي الشعائر الدينية التي دأب المراكشيون على آدائها ، بل و التسابق نحو المساجد التي تعرف حضور مقرئين متميزين ك : الكتبية القصبة ، بوعكاز، اوراد وغيرها من المساجد التي ظلت تعرف اكتظاظا كبيرا ، يتطب احيانا تدخل عناصر الامن لتنظيم المرور و دخول المصلين و خروجهم من بيوت الرحمن .
وهي المناسبة كذلك التي تخلت خلالها السلطات المختصة عن دورها مما فتح الباب للعديد ممن يصطادون في الماء العكر، خصوصا ذلك الذي تختلط عليه العلب الليلية و السهرات الحمراء الماجنة بشعائر التراويح و الفريضة و السنة في رمضان فقط .
الا ان ظروف جائحة كورونا حالت دون تأدية هذه الشعائر لسنتين متتاليتين، الامر الذي جعل سكان مراكش جد متعطشين للذهاب للمساجد .
مباشرة بعد تناول وجبة الإفطار هرع سكان مدينة مراكش رجال و نساء و الصغار كذلك، مع اول وفي رمضان، الكل يرتدي ملابس تقليدية لولوج بيوت الله التي غصت بالمصلين، حيث اضطر العديد منهم الى اداء الصلاة في الشارع كما حدث بمسجد تالوجت الذي امتلأ عن اخره وكذلك الرصيف المحاذي له .
يحدث هذا في الوقت الذي عمدت المندوبية الجهوية للشؤون الإسلامية الى اغلاق مسجد الانوار بالقرب من مسجد تالوجت، منذ ازيد من ثمانية اشهر بدعوى القيام باصلاحات، علما انه سبق المسجد ان تم إغلاقه للسبب ذاته ، قبل اندلاع الجائحة .
وعلمت ” مراكش اليوم ” ان سكان الأحياء المجاورة لمسجد الأنوار سبق ان وقعوا عريضة استنكارية للتنديد باستمرار اغلاق المسجد الذي كان يعرف اقبالا كبيرا، خصوصا بعد ان بادر بعض المحسنون الى الاعلان عن رغبتهم في اصلاحه من مالهم الخاص، لكن مندوبية الشؤون الاسلامية و ولاية مراكش لا يعنيهما الامر، مما خلف استياء كبيرا للساكنة التي لم تجد سوى قول الله عز وحل : ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها ۚ أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين ۚ لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم ” .