محمد نجيب كومينة
تحسنت مداخيل الخزينة نتيجة لمداخيل الضريبة واحتكارات الدولة حسب معطيات ابريل الماضي،
لذلك سارعوا الى اتخاذ قرارات لاقتسامها عن طريق وضع برنامج لدعم الفلاحة بغلاف مالي حدد بعشرة ملايير درهم تم التوقيع على الاتفاقيات المتعلقة به اول امس مع ” الغنادرة ” المعروفين بغناهم وبتشكيلهم للاقطاع الجديد، ومنهم من هو متابع بتهم ثقيلة ويحظى بدعم حزبي، ومنهم ايضا من تشير اليه الاصابع، ومنهم على الخصوص ممولين لاحزاب بعينها، وبالاخص حزب رئيس الحكومة و حزب الاستقلال.
بداية لابد من الاشارة الى ان برنامج الدعم الموقع عليه يروم، حسب الظاهر، معالجة مشكلة العرض التي اصبحت ضاغطة ومن شانها ان تؤثر على معدل التضخم، وخصوصا ارتفاع اسعار المواد الغذائية من لحوم وخضر اساسا، و ذلك باستهداف كلف الانتاج، و معالجة هذه المشكلة مطلوبة بكل تاكيد، غير ان الموقع معهم لا يمثلون الفلاحة المغربية عامة والفلاحين المغاربة الاكثر تضررا من نقص تساقطات المطر وارتفاع الكلف، وانما يمثلون حزب الاقطاع الجديد المخترق لعدد كبير من الاحزاب، و لا يمثلون جميعهم المنتجين المؤثرين على العرض في السوق الداخلية المفروض ان تموينها باسعار معقولة هو سبب نزول البرنامج الحكومي لو حسنت النيات و غابت ممارسات اللوبي المصالحية التي باتت شديدة التاثير على القرار السياسي بالبلاد، الموجه اليوم واكثر من اي وقت مضى ببوصلة المصالح الطاغية والمتمكنة من المؤسسات.
ماذا لو تبين في النهاية ان المستفيدين هم الاثرياء، مع العلم ان المساهمة الضريبية للاقطاع الجديد تقترب من الصفر حتى بعد عودة الضريبة الفلاحية، وان غيرهم مبرر فقط للهف المال العام كما حصل مع مخطط المغرب الاخضر الذي نالت استثماراته بسخاء الفلاحة الكبرى وشكلت رافعته الثانية غطاء فقط لستر المكشوف والمفضوح. وماذا لو تبين ان تاثير كل الاموال العمومية المرصودة على العرض في السوق الداخلية بالغ المحدودية او منعدم، هذا في الوقت الذي يعرف فيه التضخم عالميا تراجعا واضحا و مؤثرا على الكلف التي يقال ان هناك رغبة في تخفيض ثقلها، ومن باب المنطق، فان كثيرا من الاسعار التي ارتفعت في وقت سابق لاسباب موضوعية مفروض ان تنخفض كما يحدث في العالم اجمع، لكن اغلبها بقي مرتفعا، ما يعني ان هناك من ينتهزون الفرص لصم الدماء و ل”تحرار المعيشة” في اغلبية المغاربة التي ساءت اوضاعها وتراجع طلبها، و من المتوقع تراجعه اكثر بسبب ما ال اليه دخل الاسر.
يتصرفون كغالبين انتصروا، و يحسبون حساب القصر القصير المدى، متمحورين على مصالحهم الانانية الضيقة، وبشكل يعكس تطرفا لا يجد من يوقفه.