عندما يشتري متعلم دواء من صيدلية، فانه غالبا ما يبدا بقراءة الورقة المرافقة، وغالبا ما ينصب اهتمامه على الحالات المنصوح فيها بالامتناع عن تناوله و ايضا بالاثار الجانبية التي يمكن ان تترتب عن استهلاكه….، و يكون في هذه الحالة كمن يستشير العلماء الذين توصلوا الى ذلك الدواء بعد تجارب متعددة، لكن معرفته بالاثار الجانبية اوغيرها لاتقوده الى الامتناع عن استعمال ذلك الدواء الذي وصفه له طبيب او صيدلي لعلاج مرضه، وانما تجعله يراقب تفاعل جسمه مع الدواء ومدى فاعليته، اللهم الا اذا كان خوافا بشكل متجاوز لكل الحدود او متردد بشكل مبالغ فيه…
راي اللجنة العلمية مفيما يتعلق بكورونا وتدبيرها يشبه ورقة الدواء، الناتجة عن علم ايضا، مهم ، و لا احد يشك في ان غايته تجنب وضعية وبائية غير متحكم فيها، لكنه كان لا بد من التعامل معه من طرف الحكومة واتخاذ القرار الصائب الذي لا يؤدي الى الامتناع عن تناول الدواء خوفا من اثاره الجانبية، اذ في الامتناع خطر اكبر من التناول.
قرار الاغلاق الكلي ابتداء من الثامنة مساء الى السادسة صباحا خلال شهر رمضان قرار خاطئ و يخشى ان تكون له مضاعفات وتبعات تتجاوز خطورتها الفتح الى حدود الحادية عشرة ليلا مثلا، سواء منها المادية او الاجتماعية او النفسية. قرار من شانه اشعار الناس بالتعب اكثر. ويستثنى بطبيعة الحال سكان الفيلات الشاسعة الذين يتوفرون على كل شروط الراحة والتحرك والرياضة والاحتفال والاستقبال. القرار المتخذ في رايي فيه عجرفة وانقطاع تام عن معاناة اغلبية المواطنين. لا نريد تكرار تجربة العيد الكبير ولا نرغب في السير في اتجاه عكسي. خير الامور اوسطها كما يقال.
محمد نجيب كومينة