محمد نجيب كومينة
الاكثر ثراء هم الاكثر انتاجا لاوكسيد الكربون، بحيث الاكثر ثراء يزدادون ثراء و الثروة تتركز اكثر فاكثر في ايادي قليلة ( 1% حسب بكيتي والحركات الاحتجاجية ).
الاكثر ثراء يسيطرون على الثروة والسلطة والاعلام والثقافة و يقومون بتريض الجميع و تحويل الجميع الى قردة تتسلى بالتقليد.
ومثلما ركزوا في ايديهم الثروة والسلطة، فقد انتصروا انتصارا ساحقا في المعركة الايديولوجية و تمكنوا من فرض الفكر الوحيد والراي الوحيد، وحتى الحزب الوحيد الذي يحمل اسماء متعددة تخلق تعددية زائفة، و الحقوا بالديمقراطية هزيمة منكرة و جعلوامن حقوق الانسان ايديولوجيا اختزاالية تؤله الفرد (المقاول-حتى. بائع النعناع و حفار القبور والميخال ومروض الافاعي صار متاحا لهم ان يحصلوا على صفة مقاول او مقاول ذاتي) و تقترح الخلاص من الفقر والهامش عبر قناة السوق والمنافسة و الداروينية التي تشجع على القتل من اجل ان يتحقق قانون البقاء للافضل، وبدل سياسات الادماع الاجتماعي، التي لا يمكن ان تقوم الا على اساس الاقرار بوجود مجتمع يحتاج الى التوازن كي يظل قائما، فان هذه الايديولوجيا تحول التسول والصدقة الى حلول سحرية تستهدف الافراد الذين يتحولون في السجلات الى ارقام .
الحديث عن الصراع الطبقي وعن الفوارق الطبقية وعن الطبقات تحول الى شئ مثير للسخرية، لان منظور الموضة النيوليبرالية يعتبره متقادما ويجب ان ينتهي. اليسار نفسه، الذي تبرجز جزء من قادته السابقين وانذمجوا، لم يعد يغريه هذا الحديث ولا يرغب في استعادته مادام يذكر البعض بايام “الحزقة”.