يدرس العلماء والباحثون العديد من الأدوية والعقاقير والمواد الطبية التي يمكن تعالج المصابين بفيروس “كورونا”، لكن التركيز تحول في الآونة الأخيرة نحو شركة “جيلياد ساينسيز”.
وكشفت الشركة الأمريكية عن أن نتائج التجارب السريرية لعقار “ريمديسيفير” مبشّرة، وهو ما أكده المستشار الصحي في البيت الأبيض “أنطوني فاوتشي”.
هذا و يتم الحديث عن خمس حقائق يجب معرفتتها عن عقار “ريمديسيفير”
ما طبيعة “ريمديسيفير”؟
“ريمديسيفير” عبارة عن دواء يستهدف آلية تكاثر الفيروسات من الأساس لوقف انتشارها، وتقول شركة “جيلياد” للتكنولوجيا الحيوية إنها طورت هذا العقار في الأصل لعلاج فيروس “إيبولا”.
بدا علماء النظر في استخدام عقار “ريمديسيفير” لعلاج المصابين بفيروس “كورونا” المستجد لكونه أظهر فاعلية في القضاء على عائلة “كورونا”، وكان الأمر في البداية عبارة عن عدة دراسات وتجارب عشوائية، لكن تم تنفيذ تجارب سريرية لاحقاً.
ماذا وراء تحمس البعض؟
أظهرت نتائج أولية للتجارب السريرية التي نفذت بـ”ريمديسيفير” أن المصابين الذين تلقوا العقار تعافوا من الفيروس التاجي بنسبة 31% أسرع من غيرهم الذين لم يحصلوا عليه، وذلك في فترة لا تتجاوز 11 يوماً، كما أن معدل الوفيات للذين تلقوا العلاج تراجع.
قال “فاوتشي” إن “ريمديسيفير” لن ينهي الفيروس بالضربة القاضية، لكنه متفائل جداً بشأنه نظراً لكونه يستهدف آلية عمل وتكاثر الفيروس في أجساد البشر، ومن هنا، يمكنه أن يؤدي لنتائج جيدة.
أكد “فاوتشي” الحاجة لمزيد من الدراسات والتحليلات للتأكد من فاعلية هذا العقار، وعندما يتم التأكد بشكل قاطع من تأثيره الإيجابي، سيتم الإعلان عن ذلك تمهيداً لاعتماده كدواء لـ”كورونا”.
هل هناك نتائج مخيبة للآمال؟
كشفت بعض التجارب السريرية التي تم تنفيذها باستخدام “ريمديسيفير” بعض النتائج المخيبة للآمال، ونفذت هذه التجارب في الصين؛ حيث أكد باحثون في بكين عدم وجود أي نتائج أو ثمار ملموسة من استخدام هذا العقار.
أشار باحثون صينيون إلى أن المرضى الذين حصلوا على العقار تعافوا خلال 21 يوماً مقارنة بـ23 يوماً فترة التعافي المتوسطة لمن لم يحصل عليه.
لكن علماء أكدوا أنه من الضروري حصول المريض على “ريمديسيفير” في مراحل مبكرة على الأقل خلال الـ10 أيام الأولى من الإصابة قبل انتشار الفيروس، وذلك ما يعزز فرص تعافيه خلال 18 يوماً.
ما العقبات المصاحبة للتجارب؟
يجب أن تشمل التجارب السريرية أعداداً كافية من المرضى واحتساب البيانات الإحصائية في الاعتبار، ونفذت الولايات المتحدة تجارب بالعقار على ألف مريض، في حين نفذته الصين على 237 شخصاً.
من الضروري أيضاً أخذ عدة معايير علمية لرسم صورة كاملة عن النتائج التي يتم الحصول عليها من استخدام عقار “ريمديسيفير” مثل السيطرة على فترة المداواة بالعقار، فبعض التجارب شملت إعطاء المرضى العلاج لمدة 10 أيام وبعضها لمدة 5 أيام.
كيف يمكن مقارنة “ريمديسيفير” بأدوية أخرى؟
تجري تجارب على العديد من الأدوية المحتملة لعلاج فيروس “كورونا”، ومن بينها مضادات فيروسات شهيرة مثل “إتش آي في” (مرض نقص المناعة المكتسبة).
مع ذلك، هناك آمال منعقدة على “ريمديسيفير” بالذات لكونه نجح في علاج فيروس “إيبولا” وفيروسات من عائلة “كورونا” نفسه، كما أن العديد من الجهات الصحية والأكاديمية لديها ثقة في شركة “جيلياد” وخبراتها في تطوير الأدوية.
وصرح الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” بأنه ينوي حث وكالة الغذاء والدواء للموافقة على استخدام عقار “ريمديسيفير” في أسرع وقت ممكن.