قال الحسن ياسين عضو اللجنة المنظمة لمخرجان الأغنية العربية بخريبكة ( 8 دجنبر إلى 5 يناير الجاري )، إن الأغنية المغربية في شكلها الحالي أصبحت عنصرا مساهما في الانحراف ، بعد أن كانت عنصرا مكملا للتربية ، في حين اعبرت خديجة برعو المديرة الإقليمية لوزارة الثقافة بخريبكة ، أن الحديث عن الأغنية المغربية هو حديث صعب ، فهي عاشت عصرها الذهبي في الستينيات والسبعينات من القرن الماضي، وكانت في هذه الحقبة لها أبعاد ثقافية وسياسية وتربوية تعكس الهوية المغربية، واليوم أصبحت في مفترق الطرق بين مؤيد ومعارض لأنها اصطدمت بالتطور الحاصل في مجال الاتصال والتواصل الذي فرضته الفورة الرقمية.
و أكد فؤاد الشعري مؤطر الندوة ، آن الأغنية المغربية هي أغنية لحنية وسماعية وليست تأليفية، يتميز تاريخها بشح في المعلومات ويصعب التحدث عنه بشكل دقيق، وان بدايتها كانت في الثلاثينيات من القرن الماضي متأثرة بالأغنية المشرقية، تم اكتسبت خصوصيتها وعاشت فترتها الذهبية مع جيل الرواد من الستينيات إلى الثمانينيات الذين أبدعوا وتركوا موروثا غنائيا خالدا كان يعشقه ويتابعه جمهور مثقف. وقال أن الأغنية المغربية في تلك الفترة كانت تخضع للرقابة القبلية من طرف لجنة الكلمات ولجنة اللحن ولجنة الغناء لكي تظفر بنوبة الجوق،وان مناخ الترويج الجيد كان متاحا آنذاك ، كما تكلم عن مرحلة التسجيل وصعوبتها ، وعن المطربين السابقين الذين كانوا يمتازون بتكوين رفيع ويتقنون أغنية الخشبة، وعن مصادر الأغنية باعتبارها استلهمت في بادئ الأمر أسلوب الغناء من الزوايا…
وفي الوقت الحاضر قال أن الأغنية الحالية تتحكم فيها شركات الإنتاج التي تعطي أولوية لمصالحها التجارية على حساب الإبداع ، وان معايير الترويج تفرض على الفنانين ركوب هذه الموجة لظروف اجتماعية،واعتبر أن الأغنية القصيرة محبذة إذا كانت ذات موضوع ، وأضاف أن الجيل الحالي له اختيارات تحترم أما الجيل السابق فله ذوقه، لكن هناك معايير فنية يجب أن تحترم.
واعتبر الأستاذ فؤاد الشعري أن التطورات التقنية التي تجمع جميع الآلات الموسيقية في آلة واحدة جردت العزف من روحه ومعناه،وان وجود هذه الوسائل الرقمية أدت إلى غياب ملكة الحفظ لدى العازفين ، وغياب الرابط الروحي أثناء مرحلة التسجيل، وان بعض الفنانين مسخوا الأغنية المغربية بتوزيعات لا معنى لها لان هناك أغاني لا تقبل ذلك.