دخول المسلمين إلى بلاد الأندلس وفتحها
في يوم الاثنين لخمس خلون من رجب سنة اثنتين وتسعين للهجرة الموافق 708 م من الله على المسلمين بفتح هذا البلد العظيم الذي أغدق عليه رب العالمين حللا من البهجة والحسن ، وأكرمه ونعمه بجميع أنواع الخيرات ، إذ حدث أن آخر ملوك القوطيين وكان يدعى لوذريق وكانت له عداوة مع يليان ملك بلاد غمارة ، نشأت هذه العداوة بسبب ما فعله لوذريق بابنة يليان فحزن لذلك الفعل وأسرها في نفسه وعزم على الانتقام لعرضه ، ولما أتيحت له فرصة التقائه بعامل المسلمين على طنجة طارق بن زیاد کشف له عن عورة تحصينات لوذريق ، ومكانه وعدد معداتهم ، وذخائرهم فاتصل طارق على الفور بمولاه موسی بن نصير بالقيروان مخبرا إياه بالأمر ، وما هي إلا أيام معدودة حتى جاء الرد بالعبور إلى الأندلس وفتحها . فاجتاز ابن زياد البحر بجيش قوامه عشرة آلاف رجل كان أكثرهم من البربر الأشاوس الأشداء عند الزحف والمبارزة ، فأقاموا معسكرين أحدهما بجبل الفتح وهو جبل طارق والثاني معسكر طريف بن مالك النخعي وهو مدينة طريف ، فأقاموا من حولهم الأسوار وتحصنوا استعدادا لكل طارئ وبلغ الخبر إلى لوذريق فنهض يجمع الجموع من النصارى أبناء ملته ، وكون جيشا قوامه أربعين ألف مشرك فزحف نحو طارق بن زیاد وكان اللقاء بموضع يسمى فحص شریش فنصر الله جيوش المسلمين على أهل الكفر والإلحاد وغنم المسلمون من هذه الحرب غنائم لا تقدر بثمن ، وذهب القادة المنتصرون إلى دمشق عاصمة الإمبراطورية الإسلامية آنذاك إلى تقديم الغنائم والأموال والتحقوا بأمير دخول المسلمين إلى بلاد الأندلس وفتحها في يوم الاثنين لخمس خلون من رجب سنة اثنتين وتسعين للهجرة الموافق 708 م من الله على المسلمين بفتح هذا البلد العظيم الذي أغدق عليه رب العالمين حللا من البهجة والحسن ، وأكرمه ونعمه بجميع أنواع الخيرات ، إذ حدث أن آخر ملوك القوطيين وكان يدعى لوذريق وكانت له عداوة مع يليان ملك بلاد غمارة ، نشأت هذه العداوة بسبب ما فعله لوذريق بابنة يليان فحزن لذلك الفعل وأسرها في نفسه وعزم على الانتقام لعرضه ، ولما أتيحت له فرصة التقائه بعامل المسلمين على طنجة طارق بن زیاد کشف له عن عورة تحصينات لوذريق ، ومكانه وعدد معداتهم ، وذخائرهم فاتصل طارق على الفور بمولاه موسی بن نصير بالقيروان مخبرا إياه بالأمر ، وما هي إلا أيام معدودة حتى جاء الرد بالعبور إلى الأندلس وفتحها . فاجتاز ابن زياد البحر بجيش قوامه عشرة آلاف رجل كان أكثرهم من البربر الأشاوس الأشداء عند الزحف والمبارزة ، فأقاموا معسكرين أحدهما بجبل الفتح وهو جبل طارق والثاني معسكر طريف بن مالك النخعي وهو مدينة طريف ، فأقاموا من حولهم الأسوار وتحصنوا استعدادا لكل طارئ وبلغ الخبر إلى لوذريق فنهض يجمع الجموع من النصارى أبناء ملته ، وكون جيشا قوامه أربعين ألف مشرك فزحف نحو طارق بن زیاد وكان اللقاء بموضع يسمى فحص شریش فنصر الله جيوش المسلمين على أهل الكفر والإلحاد وغنم المسلمون من هذه الحرب غنائم لا تقدر بثمن ، وذهب القادة المنتصرون إلى دمشق عاصمة الإمبراطورية الإسلامية آنذاك إلى تقديم الغنائم والأموال والتحقوا بأمير زخما ملوكها ينشدون وده ، ويتسابقون إلى نيل رضاه ، ويرسلون الوفود المطالبة المهادنة معه وهم يحملون الهدايا والتحف النادرة ، لكي يستميلوا فؤاده ويتجنبوا سخطه . وقد مات يوم الثاني أو الثالث من رمضان سنة ثلاثمائة وخمسين للهجرة الموافق لتسع مائة وستة وستين للميلاد فكانت مدة حكمه خمسين سنة وستة أشهر وثلاثة أيام ، يقول ابن خلدون في تاريخه ، وبقي حكم الدولة الأموية قائمة بالأندلس حتى سنة 442 -1050 م حيث تهاوى سلطانها وضعف نفوذها من جراء الدسائس والمكائد التي يطول بنا شرحها تلك التي أدت إلى التعجيل بزوالها والإسراع بفنائها فقامت دويلات مكانها جزات البلاد إلى عدة ممالك وكان من أمرهم أنهم أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات وارتموا في أحضان أعدائهم ، وأقاموا تحالفات مع الكفر ووالوهم ، وأغدقوا عليهم من الهدايا والتبرعات لينصروهم على إخوانهم في الدين وعرفت هذه الفترة بحكم ملوك الطوائف ، وازدهر في أيامهم الرقص وشرب الخمر والفسق والزنا والتفاخر في ارتكاب المعاصي والتباهي بأنواع الملابس والأفرشة ، فنسوا الله فأنساهم أنفسهم وانغمسوا في المحرمات والرذائل واتخذوا الشيطان إماما لهم ، فانقلب عليهم الكفار وطمعوا في بلادهم وديارهم ، وأصبحوا غير مكتفين بما يقدمون لهم من جزية وعطايا بل أصروا على إخراجهم من البلاد بعدما تيقنوا أنهم لن يستطيعوا الدفاع أنفسهم ، وقد ماتت فيهم حمية أبائهم البواسل وقضت فيهم أنفة جدودهم الأوائل وفقدوا رجولة الداخل والناصر ولبسوا ثوب المهانة والصغار ، وانغمسوا في المجون ، وولوا اهتمامهم بالنساء السافرات المتبرجات ، إن أمة تهوي إلى هذا الدرك من الانحلال والخلاعة لن يستطيع رجالها أن يصمدوا لحرب أو جهاد » وإليك ما فعل المعتمد بن عباد حين اشتهت زوجته أن تمشي في طين وتحمل قربة ، إذ أمر أن ينشر المسك على الكافور والزعفران وتحمل هي قربة من طيب المسك وتمشي فوق ذلك حافية لتحقيق رغبتها ، ونیل منيتها . ( وهؤلاء يحبون العاجلة ويدرون وراهو يوما ثقيلا ) . صدق الله العظيم .