الآثار العمرانية في عهد علي بن يوسف
1- مسجد السقاية : بعد فراغه من تزويد المدينة وسكانها بمياه الشرب العذبة وبناء عدد السقايات في مختلف حومات المدينة شرع في بناء مسجد عظيم في وسط المدينة بجوار سوق التجارة والحرف وهو مسجد ابن يوسف وكان يعرف بمسجد السقاية نسبة إلى السقاية العظيمة سابقة الذكر . كما كان متواترا عند سكان مراکش وكما جاء عند صاحب تاریخ مراكش الفرنسي دوفردان ، وقد استغرق بناء هذا المسجد أكثر من ثماني سنوات ولم يتم بناؤه حتى سنة خمسمائة وعشرين للهجرة الموافق لسنة 1126 م أما المئذنة فقد بناؤها على ثلاث مراحل ، المرحلة الأولى في نفس سنة بناء المسجد أي سنة خمسمائة وعشرين أما الثانية والثالثة فلم يتما حتى سنة خمسمائة وثلاثة وعشرين بعدما تيقنوا من مثانة أسسها .
2- قنطر واد تانسيفت : قام ببناء قنطرة واد تانسيفت التي يبلغ طولها أربع مائة متر وكان قد جلب لها الصناع من الأندلس ، فأتقنوا بناءها وهذه القنطرة هي أول جسر شيده المسلمون في جنوب المغرب كما جاء عند دوفردان صاحب تاریخ مراكش وكان لهذه القنطرة دور اقتصادي جد مهم لاسيما أثناء فصل الشتاء حيت يحمل النهر فيستحيل عبوره وبفضل هذه القنطرة أصبح الاتصال ممكنة بين القوافل الذاهبة من مراكش نحو الشمال والآتية إليه .
في بناء صور مدينة مراكش
جاء في كتب السير عند صاحب الحلل وصاحب الاستقصا وغيرهما أنه لما استفحل أمر الموحدين وبدأوا يشنون هجمات العربية على الماتلق المجاورة لمراكش أشار أبو الوليد بن رشد قاضي القضاة يقرطبة على أمير المسلمين علي بن يوسف ) البلاد بسور واق حضين يدافع عنها اذي الموحدين المزايا ، على البلاد فأمر ببناء السور ولما استفنی علماء وفقهاء الخضر ولم تستغرق مدة البناء أكثر من ثمانية أشهر وكان ذلك مدة خمسمائة وتسعة عشر الموافق السنة ألف ومائة وخمسة وعشرين ميلادية وقاه گلف بنازه سبعين الذهب ، واستعمل في بنائه الطوب المصنوع من الطين المقوی بالجير وهذا النوع من البناء يعرف بصموده ضد التقلبات المناخية أبواب مراكش في العهد المرابطي ألف دينار من يحتوي السور الذي بناه علي بن يوسف على اثني عشر بابا .
1- باب هيلانة هذا الباب يحمل اسم هيلانة وهي قبيلة صغيرة متأصلة من قبيلة كذيوة الموجودة الآن بعمالة شيشاوة فهذه القبيلة هي من سكنت هذا الموضع منذ بناء مراكش وبهذا تكون حومة هيلانة من أقدم أحياء المدينة العتيقة والباب الذي يحمل اسمها هو يعطفة واحدة ويقع شرق المدينة وبجانبه يمر نهر إسيل
2- باب الدباغ أو باب الدباغين وهو بخمس عطفات ومنه استطاع الموحدون أن يدخلوا إلى مراكش والاستيلاء عليها سنة 541 ه -1147 م وقد طرأت على هذا الباب تغييرات كثيرة ويوجد بجانبه أكبر مقبرة آنذاك بمراكش ويقع في خط مواز لباب هيلانة ويمر بجانبه نهر إسيل كذلك .
3- باب الخميس : كان يسمى عند إحداثه باب فاس لأنه يقع قبالة الطريق المؤدية إلى مدينة فاس وهو بعطفة واحدة وكان بجواره سوق يقام كل خميس فسمي بباب الخميس وقد طرأت عليه عدة تغييرات أخرها كان على عهد المولى سليمان العلوي سنة 1810 م والآن أحدثت أمامه بناءات كثيرة وحجبته عن الأنظار فوقع له ما وقع
4-باب تاغزوت : هذا الباب صار من الأبواب الداخلية بعدما حجة حموية الزاوية العباسية عند بنائها ، وكان منه بين المجاهدون للغزوات وقد اندثرت معالمه وهدمت حيطانه وأقواسه أيام حكم الدولة المرينية حيث تعرضتا مراکش إلى التهميش والاهمال
5- بابا مسوفة : هو باب أزيل ولم يبق له أثر وكان يقع قبل باب دكالة وفي نفسي اتجاهه وبينهما أربع مائة متر بالتقدير وكان يحمل اسم قبيلة مرابطية كبيرة ولعله سي بذلك من أجل تخليد اسمها في تاريخ مراکش ولم يذكر المؤرخون الهيئة التي هذا الباب كان عليها
6 – باب دكالة ، وهذا الاسم يدل على القبيلة التي تقع في اتم هه وله مساحة واسعة وعلى جنبيه برجان مربعات هائلان أحدهما أكبر من الأخر وله عطفنان وهو بمراكش الباب الوحيد الذي على هذا الشكل وهو باب مهم كانت تستعمله وتمر منه معظم القبائل المحاورة حيث يسهل المرور للسلع والدواب على السواء
7 – باب الرخاء أو باب العرائس : هذا الباب لا تزال أثاره موجودة وكان مغلقا في وقت سابق . ولا ندري لأي سبب وكان بعطفة واحدة وعلى جانبيه برجان مطموران تصف ثماني الأضلاع بنيت من الحجارة المنضدة وله شرفات مخروطية الرأس وظل هذا الباب يستعمل من طرف ساكنة مراكش إلى القرن السابع عشر الميلادي حيث تم إغلاقه وكان معروفا بباب الرخاء أكثر من باب العرائس ولا شك أن من وقف أمامه كان يشاهد مباشرة حومة رياض العرائس إذ لم تكن هناك بناءات حومة باب دكالة وكان رياض العروس پشکا حومة مترامية الأطراف وبها عراحي وبساتين غناء ومياه جارية كان يقيم بها العرائس الجدد أثناء قضاء أيامهم الأولى فحمل الباب اسم الحومة .
8- باب المخزن : موقعه على الجهة الغربية من المدينة وكان بابا بعطفة واحدة وعلى جنبيه برجان وهو الذي يؤدي مباشرة إلى المخزن العظيم بجوار قصر الحجر والذي بني من طرف أبي بكر بن عمر وابن عمه يوسف بن تاشفين وكان بناء هذا المخزن قبل خروج أبي بكر بن عمر لتخوم الصحراء لتهدئة الأوضاع هناك وهذا الباب كان موضعه قرب 56 المكان الذي يعرف عند أهل مراكش الآن بسيدي غريب . وكان المخزن العظيم يوجد على يمين الطريق المؤدية إلى حومة القصور الآن.