أفاد بيان لفرع المنارة -مراكش للجمعية المغربية لحقوق الانسان، أن مسؤولية السلطات بمختلف أجهزتها قائمة في الإستغلال الإستعبادي البشع والحوادث المأساوية للعاملات الزراعيات.
وأوضح البيان ذاته ، أن الجمعية المغربية لحقوق الانسان، تتابع باستنكار شديد تداعيات الحادث الفاجعة الذي طال عاملات زراعيات بمنطقة الأوداية ضاحية مراكش صبيحة يوم الثلاثاء 30 غشت 2022 . حيث شهد ملتقى الطريق بين دوار أولاد أعكيل ودوار باري بجماعة الوداية والطريق المتجه إلى بدال الطريق السيار السويهلة تارگة حوالي الساعة السادسة من صباح يوم اول أمس الثلاثاء، حادثة سير مميتة نجمت عن إصطدام دراجة ثلاثية العجلات (تريبورتور) كانت تحمل ثمانية عاملات في طريقهن الى ضيعة فلاحية بدوار باري بجماعة الوداية من مقر سكنهم بدوار ابي السباع بمركز الجماعة، وسيارة للجر (ديبناج) كانت تحمل سيارة، مما أدى إلى مقتل سائق الدراجة على الفور، فيما أصيبت العاملات المياومات بجروح وكسور متفاوتة الخطورة، حيث فارقت عاملتين الحياة بعد نقلهن للمستشفى بمراكش في نفس اليوم. فيما ارتفعت حصيلة الضحايا إلى أربعة قتلى بعدما لفظت عاملة ثالثة أنفاسها الأخيرة صباح يوم الأربعاء 31 غشت بالمستشفى الجامعي محمد السادس متأثرة بإصابتها، ويبدو ان الحصيلة مرشحة للإرتفاع خاصة مع وجود خمس عاملات أخريات في مستشفى الرازي التابع للمركز الاستشفائي الجامعي بمراكش ضمنهن حالة حرجة لعاملة لازالت في غيبوبة منذ ساعة وقوع الحادث الفاجعة.
وتسجل الجمعية المغربية لحقوق الانسان – تضيف الوثيقة التي تتوفر مراكش اليوم على نسخة منها – ، أن جماعة الوداية تشكل نقطة تجمع العاملات الزراعيات لمجموع عمال و عاملات جماعات غرب مراكش ، حيث يتم نقلهن بوسائل نقل تنعدم فيها أبسط شروط السلامة والصحة إلى العمل في الضيعات المجاورة للمنطقة عند الفجر بشكل يومي. انهن عاملات موسميات يتنقلن للعمل في الضيعات بما فيها ضيعات فلاحية بايت ايمور أو إكفاي أو السويهلة وغيرها من المناطق المجاورة، وللإشارة فإن المعطيات المتحصل عليها تفيد ان العاملات يشتغلن من طلوع الشمس إلى ساعات متأخرة من المساء و بأجر زهيد ويعملن في ظروف قاسية ولساعات طوال تحت أشعة الشمس الحارقة وارتفاع درجات الحرارة بالمنطقة ، ويتم استغلالهن بشكل بشع فيما يشبه الاستعباد.
وتسجل الجمعية المغربية لحقوق الانسان قساوة التعاطي مع العاملات الزراعيات منذ لحظة نقلهن إلى ساعة عودتهن لمنازلهن ، في غياب اية مراقبة أو احترام لحقوق العاملات والعمال وفي اعتداء صارخ على حقهن في ساعات عمل معقولة وأجر عادل وحماية اجتماعية ورعاية صحية .كما أن هذا الحادث المأساوي يعيد ملف ظروف نقل العاملات الزراعيات للواجهة، ويعري واقع الاستغلال البشع الذي تعانيه مئات العاملات والعمال الزراعيين بغرب مراكش خصوصا بأكبر مركز لتجمعهن بتراب جماعة الوداية حيث يتم نقلهن في شروط لا إنسانية وتوزيعهن على الضيعات بكل المناطق المحيطة بالجماعة ، عبر وسائل نقل بدائية تفتقد لابسط شروط السلامة ( تربورتور، بيكوب، جرار ، شاحنات و…. ) مما يخلف احيانا خسائر بشرية واهانات متكررة تمس بكرامة العاملات بشكل مزمن واستغلالهن من طرف الوسطاء وسماسرة العمل.
وأكد البيان ، أن الجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع المنارة مراكش، اذ نتقدم بأحر التعازي لأسر الفقيدات شهيدات لقمة العيش تعلن ما يلي:
ادانتها القوية للاستغلال البشع التي يصل حد الاستعباد للعاملات الزراعيات بالمنطقة.
استنكارها لأساليب النيل من كرامة، العاملات الزراعيات، وشروط ووسائل تنقيلهم إلى الضيعات للعمل.
شجبها لتقاعس كل السلطات وتواطئها المخزي مع الملاكين والفلاحين الكبار الاقطاعيين في هدر كرامة العاملات والدوس على الحقوق المكفولة لهن بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان ومدونة الشغل على علتها.
$ مطالبتها الدولة بتحمل مسؤوليتها في احترام حقوق العاملات الزراعيات عبر وقف الاستغلال البشع ، وتمكينهن من كل حقوقهن المنصوص عليها قانونيا.
مطالبتها أجهزة الدولة كل حسب ما يخوله لها القانون بتسوية المراقبة وضمان حقوق الاجيرات الزراعيات.
دعوتها الدولة إلى الإعمال الحقيقي والفعلي لشعار الدولة الاجتماعية، بدل رفعه كشعار للاستهلاك والدعاية التي تخفي حقيقة بشاعة الوضع الاجتماعي المأزوم وغياب اية حماية اجتماعية لفئات عريضة من المواطنات والمواطنين وفي طليعتهم العمال والعاملات الموسميين في قطاع الفلاحة والزراعة، وغيرهم من الاجراء في القطاع غير المهيكل وحتى المهيكل احيانا.
محاكمة ومساءلة المسؤولين عن الفواجع التي تمس قدسية الحق في الحياة وانصاف عائلات الضحايا طبقا لقواعد العدل و الإنصاف.