محمد تكناوي
من حين لأخر تثار في مختلف المنابر الاعلامية الالكترونية والورقية، وعبر منصات التواصل الاجتماعي ومن خلال الحلقات النقاشية والتواصلية التي تعقد على مستوى أكاديمية جهة مراكش آسفي، مجموعة من القضايا قد تكشف عن استفهامات وتساؤلات تدبيرية آنية أو مستقبلية لكنها في مقابل ذلك أيضا تقف مؤشرا عن عمق وحيوية وحجم تغلغل المنظومة التربوية والتكوينية داخل اوساط الفاعلين والمهتمين التربويين وباقي الشرائح المجتمعية بجهة مراكش آسفي، حيث اصبح الجميع يعير اهتماما متواصلا ويتابع ما يستجد داخل الساحة التعليمية محليا واقليميا وجهويا خاصة مع التطورات الاخيرة التي عرفتها بلادنا والناجمة عن تفشي فيروس كورونا، والنقاش الذي وسم الدخول المدرسي الحالي حول تحديد الأنماط التربوية، وأيضا الانخراط الواعي والمسؤول للأطر الادارية والتعليمية على مستوى الأكاديمية والمديريات الاقليمية في الحملة الوطنية للتلقيح باعتبارها محطة اساسية في مواجهة بلادنا لجائحة كورونا وفرصة حقيقية لضمان مناعة جماعية، عبر استثمار مختلف الوسائط والقنوات الايصالية والتواصلية المتاحة لحث نساء ورجال التعليم على احترام المواعيد المحددة بالجدولة اليومية للتلقيح والتقيد التام بالتدابير الاحترازية والبرتوكول الصحي المعتمد.
وبفضل هذا الاهتمام المتزايد بالأبعاد التواصلية اتسعت قاعدة الاشراك والمشاركة في وجه الفاعلين التربويين والمهتمين والشركاء والجمعيات المهنية والمدنية وجمعيات الاباء والفرقاء الاجتماعيين وغيرهم حيث استطاعت الاكاديمية ان تمكن طاقات واسعة من الانخراط في تحقيق اهداف انجاح مختلف العمليات والاوراش المتعلقة بالدخول التربوي انطلاقا من الوثيقتين المرجعيتين مقرر وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي بخصوص تنظيم السنة الدراسية، وكذا المذكرة الوزارية التأطيرية رقم 039/20 في شأن تنظيم الموسم الدراسي لسنة 2020-2021 في ظل جائحة كوفيد 19.
و دائما في اطار الدينامية والمقاربة الاستباقية التي تمت بلورتها على مستوى الأكاديمية الجهوية والمديريات الاقليمية ،والتي ابانت عن اجتهادات ملفتة في الافكار والتصورات وفي الاقتراحات، مكنت من الانتقال من مساقات الانشغال بالمكونات التربوية في حدودها اليومية البسيطة الى الاهتمام باللحظات الوطنية والفكرية الكبيرة، حيث كانت اكاديمية مراكش من اولى الجهات التي بادرت الى تأصيل ثقافة المصالحة مع المكون العبري عبر الحث على احداث اندية تربوية بالمؤسسات التعليمية للتسامح والتعايش بفضاءاتها، وذلك وتفعيلا للمقتضيات الدستورية المتعلقة بصيانة مقومات الهوية الوطنية المغربية الموحدة وتعزيز البرامج التربوية والثقافية والعلمية والبحثية الهادفة الى ابراز تمظهرات التنوع الثقافي المغربي.
ان بوادر المقاربة التواصلية التي تم تنفيذها وتنزيلها بتوافق واستشارة مع كل الاطراف المعنية بما فيها فعاليات المجلس الاداري للأكاديمية شكل معطى نوعي في تاريخ المنظومة التعليمة بجهة مراكش اسفي لان مصداقية واهمية الانفتاح تكمنان في هذه النوع من التوافق والتراضي الذي طبع هذا المسار الشيء الذي ساعد على ملامسة افقه وانجاز الكثير من جوانبه في خمس سنوات الاخيرة.
اننا عندما نقوم بقراءة متأنية في عمق الاوراش والمنجزات التي تحققت بجهة مراكش اسفي بالرغم من حجم مواردها البشرية ورحابة وحداتها وشساعة خريطتها ومساحات اهتمامها جعلت منها مختبر دائم الحركة والفعالية رغم الاكراهات التي لا تساعد احيانا في تسريع الوثيرة، هي اوراش قد يصعب رصدها وان كنا استحضرنا بعضها، انطلقت من خلال ايمان كل مكونات المنظومة التعليمية بهذه الجهة بان الممارسات الايجابية لا يجب ان تستسلم لعناد الواقع ومشاكله بل عليها تجاوزه باستمرار ومواجهته بالواقعية الطموحة.
ان ما خلفته جائحة كورونا من تداعيات سلبية على كل القطاعات وخاصة قطاع التربية والتكوين شكلت بالنسبة لأكاديمية جهة مراكش اسفي وقفة تحفيزية لاستخلاص الدروس وتجميع الارادات لمضاعفة الجهود والاضطلاع بالمسؤوليات والادوار المنوطة بكل مكونات المنظومة التربوية ومحيطها وكذا مختلف المكونات المجتمعية. والاستراتيجية التواصلية للأكاديمية ما كان ان تحقق هذا المبتغى لولا ايمانها بأهمية الاعلام والتواصل العمومي بكل تمفصلاته وتمظهراته، الاعلام الذي يوجه…. ويفيد….. ويساهم ….ويرافق…ويوجه…. ويدعم مشاريع الاصلاح والتحديث والانفتاح والتسامح.
فالنزاهة والشفافية والصدق هي التي تؤسس لعلاقة موضوعية بين الاعلام والتربية والتعليم. وهي اخيرا وليس اخرا نقطة ارتكاز للمنظومة التعليمية والتكوينية بجهة مراكش اسفي في سبيل جعل قيم التضامن وسيلة فعالة في بناء مغرب الغد والرقي بالمدرسة المغربية.