صراحة، شعرت انني ظلمت ادريس لشكر ومحمد بنعبدالقادر في تدوينة سابقة، وان لم اكن ارغب في اختزال المشكل الكبير في اشخاص، فالاتحاد بحصوله على حقيبة واحدة في التعديل الحكومي حقق ما لا يتوفر على قاعدة برلمانية وشعبية لتبريره. وهنا يكمن المشكل.
الاتحاد الذي كان وسكن ذاكرتنا لم يعد موجودا، ومايقوم به اليوم هو محاولة للحفاظ على الوجود، مع الاخذ بعين الاعتبار ان من يتولون قيادته اليوم نفعيون ولا علاقة لهم بمثالية من سبقوهم ولا برهاناتهم ولا تشغلهم الايديولوجيا والافكار. وضع الاتحاد اليوم لم يكن لشكر وحده المسؤول عنه، بل ان لغيره ممن يعارضونه مسؤوليات اكبر من مسؤوليته وكلام البعض اليوم مردود عليه. لا اريد ان اذكر بعض الاسماء، لان مافات قد فات.
الاتحاد تعرض ب استمرار لعمليات افراغ جعلته ينتقل من حزب اطر وقيادات ذات كاريزما وقدرات الى حزب صغير يعتمد على غير ابنائه وغير المقتنعين بخطه التاريخ ل ضمان الحد الادنى من الحضور في الجماعات والبرلمان، وهؤلاء ياتون اليه محملين باطماعهم، كما باموالهم، وبرغبة في السيطرة عليه.
الاتحاد اليوم لا يعاني من ضعف القيادات ووصول انتهازيين الى حد ان اصبحوا من وجوهه البارزة، بل اصبح بلا اشعاع جماهيري ومنقطع تماما عن الشباب والاطر، والبين ان من يريدونه دكانا لهم يتصرفون ف”المجراديالو” لايرغبون في شباب او اطر او مناضلين قدامى ممن مايزالون يحملون افكارا ويعتبرون الايديولوجيا ضرورة للتمييز بين اليسار واليمين وبين التقدميين والمحافظين. هم يعتبرون الفراغ والهبوط الفكري ملائما لهم، ويحسن عوان الاتحاديين الحقيقيين.
الاتحاد اليوم يعاني ايضا، وهذا ما لا يجب نسيانه، من مرحلة صعود وانتشار الاسلاموية وسط الشباب والفئات الوسطى هنا وفي العالم العربي الذي قابله ايضا ميل الى عقلية ليبرالية متوحشة وجشع وشره وسط غير الاسلامويين، وطبعا ازمة الفكر الاشتراكي وغياب اي نموذج بعد سقوط الاتحاد السوفياتي وتحول الاحزاب الاشتراكية الديمقراطية اكثر نحو ليبرالية صريحة كما سجل ذلك مع شرودر في المانيا وقبله متيران بعد 1983
في هذه الاجواء وفي ظل استشراء الفساد والداروينية الاجتماعية وايضا، في ظل ماخلفته التجربة الاتحادية الحكومية بعد مغادرة اليوسفي على الخصوص، واستمرار الانشقاقات لم يعد الاتحاد يستقطب بل يطرد ولم تعد له قاعدة انتخابية ولم يعد له اشعاع ولم تعد له رموز تحظى بمصداقية وافرغ من الاطر الى حد اننا نتفاجا بنوعية بعض قياداته اليوم.
الاتحاد في ازمة يتحمل مسؤوليتها حتى من ينتقدون ويسبون حتى وليس لشكر او غيره. والبقية تحصيل حاصل.
تدوينة سريعة ويمكن غير كنخربق وما فاهمش اش جاري. ويمكن داخل شي شبوق ماشي اديالي. ولكن اريد الا افهم خطا ولا يعتقدن احد انني استهدف اشخاصا علاقتي معهم طيبة رغم الاختلاف الشديد.
محمد نجيب كومينة / الرباط