قال المحفوظ أسمهري، الباحث في تاريخ شمال إفريقيا بالمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، إن إعادة الاعتبار للاحتفال بالسنة الأمازيغية هو اعتراف بعراقة المكون الأمازيغي في الهوية الوطنية، وكذلك في منطقة شمال إفريقيا التي “يجمعنا بها عمق تاريخي وحضاري”.
وأوضح الباحث أسمهري، أن هذه الخاصية تتمثل في كون المكون الأمازيغي من المكونات العريقة للهوية الوطنية، وأنه أيضا عنصر يبين عمق التاريخ والحضارة المشتركين بين المغرب وعمقه الإفريقي الصحراوي والشمال الإفريقي، حيث أن حضور الأمازيغية يمتد من أرخبيل جزر الكناري إلى غرب مصر.
وأضاف أن هذه العراقة تتجلى في تعدد الطقوس التي تمارس بمناسبة الاحتفال بالسنة الأمازيغية الجديدة، مشيرا إلى أن هذه الطقوس، كتحضير العصيدة (تاڭلا)، تختلف من منطقة لأخرى، كما أنها تعكس التفاؤل بسنة فلاحية معطاءة.
ومن جملة المعتقدات المرتبطة بهذا الاحتفال، ذكر محمد حمام، مدير مركز الدراسات التاريخية والبيئية سابقا بالمعهد، في مقال له بمجلة “إنغميسن ن ؤسيناك”، الصادرة عن المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية في مارس 2004، بأن حدث نزول المطر في اليوم الأول من السنة كان يجلب التفاؤل بسنة فلاحية مطيرة وذات محاصيل جيدة، كما أن الناس يتراشقون بالماء فيما بينهم أو يذهبون للاستحمام في الأنهار لإظهار سعادتهم وتفاؤلهم.
وفي تصريح آخر للبوابة الأمازيغية لوكالة المغرب العربي للأنباء، قال أبو القاسم الختير، مدير مركز الأبحاث الأنثربولوجية والسوسيولوجية بالمعهد، إن الاحتفال بالسنة الأمازيغية يندرج في إطار نشر ثقافات البيئة والمحيط في سياق يتسم بالتنمية المستدامة، بوصفه يرتبط بسنة أمازيغية فلاحية جديدة.
وأضاف أن هذا الاحتفال، الذي طالما كان جزءا من عملية بناء الهوية الأمازيغية في المغرب (خاصة في تسعينيات القرن الماضي)، يرتبط بحدث تاريخي مهم يؤكد على حيوية هذه الهوية الثقافية وعمقها التاريخي، مبرزا، في هذا الصدد، الدور المهم للاحتفالات في بناء الهويات الجماعية.
وسجل أن هذا الاحتفال “يبلور أحاسيس الانتماء وتضافر الجهود من أجل إعادة الحيوية للغة في خطر، مشيرا إلى أنه يشكل أيضا حدثا اجتماعيا يروم إشعاع ثقافة ونشر القيم التي تحملها”.
واختتم حديثه قائلا “إن الاحتفال بالسنة الأمازيغية الجديدة، كتظاهرة مرتبطة بحدث طبيعي وفلاحي، قد يأتي أيضا لتعزيز القضية البيئية لاسيما في سياق تطرح فيه مسألة التنمية المستدامة بصورة حادة”.