محمد نجيب كومينة
َلولا يعود لرئاسة البرازيل بعد فوزه على الرئيس المنتهية ولايته ومرشح اليمين المتطرف بولسونارو.
مرة اخرى يفوز لولا بصعوبة، اذ كان الفارق حسب الارقام المعلن عنها اقل من نقطة، لكنه فوز في انتخابات ديمقراطية للرجل الذي حاول بقايا الدكتاتورية العسكرية انهاء مساره وتلطيخ سمعته بكل الوسائل القدرة.
اليساري لولا، الذي بدا ماسح احدية ثم عاملا في قطاع التعدين ونقابيا عانى من اضطهاد النظام الدكتاتوري العسكري الذي حكم البرازيل طويلا، ينتصر مرة اخرى وينتصر معه فقراء البلد، بمن فيهم السكان الاصليون الذين عمل على ضمان مواطنتهم الكاملة وتمكينهم من بطائق هوية وبطائق انتخابية كانوا محرومين منها من قبل وعلى عكس يساريين اخرين اغراهم التطرف وورطوا بلدانهم في وضعيات سيئة، كرئيس فنزويلا مادورو، فان لولا كان دائما عقلانيا وواقعيا و فاوض في المرحلة السابقة الد اعدائه من ممثلي الدكتاتورية البائدة ذوي الحضور القوي بالبرازيل لحد الان، وركز على اهداف اجتماعية واضحة تبرز اختلاف سياساته عن سياسات اليمين ذات التوجه النيوليبرالي، وحين غادر الرئاسة كانت البرازيل، البلد القارة فعلا، ضمن البلدان الصاعدة الكبرى والمؤثرة قبل ان تضربها الازمة بعد نهاية ولايته الرئاسية.
لولا يظهر عقلانيته وواقعيته في اول تصريح له بعد اعلان فوزه، اذ اكد ان البرازيل منقسمة وانه سيسعى لاعادة بناء وحدتها. والوحدة تعني الحوار والتفاوض مع كل الاطراف بوعي ان خطر تامر اليمين المتطرف، ذي التوجه الشبيه بتوجه الاخوان المسلمين في العالم العربي، مع بقايا الدكتاورية والعصابات الاجرامية المسيطرة في مدن كبرى يمكن ان يكون بالغ الخطورة على البرازيل وعلى مشروعه الذي كان قد لخصه في وقت سابق في وقف توريث الفقر جيلا بعد جيل.
اخر الارقام تبين ان الفرق اربع نقط وليس نقطة واحدة بين لولا وبولسونارو: 47,91% مقابل 43,65%، وهو مايبين حدة التنافس.
لولا عاد لانه الاكثر شعبية وسط اليسار وحصان السباق الرابح وليس لرغبته في الاستمرار في السلطة التي كان قد تركها لنائبته التي نظم ضدها انقلاب حقيقي بدعم امريكي، وتلا ذلك الانقلاب اعتقال لولا ووضعه في السجن بتهم فساد مختلقة براه منها القضاء في النهاية.