سيناتور ديمقراطي امريكي هنأ وكالة الاستخبارات الامريكية، مستهزئا، بتوليها السلطة في بوليفيا. الانقلاب ضد ايفو موراليس، كما اسمته دول المكسيك والارجنتين وغيرها، يحمل بصمة ترامب والمخابرات الامريكية بشكل واضح، ويبين تحالفا بين رئيس البيت الابيض واليمين المتطرف ذي الايديولوجيا الفاشية والعنصرية في امريكا اللاتنية، التي اعتبرتها الولايات المتحدة دائما حديقتها الخلفية. بعد البرازيل، جاء الدور على بوليفيا وقد ياتي دور الرئيس المكسيكي اليسا ري، والمكسيك بالنسبة للولايات المتحدة امتداد بعد ان انتزعت منها جزء من ترابها، والرئيس المنتخب في الارجنتين وغيرهما. تلوح في الافق نهاية مبدا كارتر الذي ترتب عليه سقوط الدكتاتوريات في جنوب القارة الامريكية والعودة الى جرائم نيكسون-فورد، ممثلي المحافظين في الحزب الجمهوري، في وقت تحتد فيه العنصرية في الولايات المتحدة وترتفع بها اصوات جنوبية تبجل زمن العبودية وتنشط جماعات تي بارتي والكوكو كوس كلان داخل حزب الرئيس وتفرض اجندة الشيوخ البيض الذين يتملكهم الخوف، كما يتملك اليمين المتطرف الاوروبي العرقي، من التحولات الديموغرافية التي تخلق على المدى البعيد توازنات جديدة وتخرج الاقليات السابقة المضغوطة والمحتقرة من وضعها الاقلوي.
موراليس شكل حالة لصعود السكان الاصليين في بلد امريكو لاتيني، واكثر من ذلك فقد جاء فوزه في سياق صعود اليسار الى السلطة عبر الانتخابات، لذلك فهو محارب من طرف اليمين المتطرف داخليا ومن طرف المخابرات الامريكية لسببين.
موراليس كان ضد وحدتنا الترابية بكل تاكيد، وهذا ماكان ليدفعني كي اكون ضده على طول الخط، لانني اعطي الاولوية للمصلحة الوطنية قبل كل شئ وفي مواجهة اي كان لما يتعلق الامر بوحدة الوطن والشعب المغربيين، مهما كان وحصل ورغم تناقضي مع من يسيطرون على السلطة والثروة ويفرضون علي وعلى غيري الفقر والتهميش ولا يسكنهم نفس شعوري بالانتماء، لكنني ارى انه منجر وراء تحالفات تحكمها الايديولوجيا اكثر من مصلحة بلده، وايضا الجهل بمعطيات نضال الشعب المغربي التاريخي، على مر قرون وليس في العصر الحديث، ضد مختلف القوى الاستعمارية الاوروبية، وهذا ما يمكن ان يتغير لما تتوفر الظروف ويثمر العمل الديبلوماسي المغربي الذي اخذ اليوم منحى جديدا. ولو اقتضى الامر لادنت مواقف موراليس من قضيتنا الوطنية، لكن دون التورط في مسايرة سلوك ارعن، بخلفية امبريالية وعنصرية، ضد رئيس منتخب ديمقراطيا بشهادة منظمة الدول الامريكية وابدى استعدادا لاعادة الانتخابات لاسكات المتربصين.
لاننسى ان بلد موراليس، وهذا هام جدا، ستصبح من البلدان المنتجة للبترول وربما تتوفر على احتياطي ضخم. لعنة البترول دائما.
من المفارقات ان الانقلاب ضد موراليس جاء في الوقت الذي اطلق فيه سراح لولا بالبرازيل، بعدما تبين ان التهم ضده كانت ملفقة من طرف الرجل الذي عينه اليميني المتطرف بولصورانو وزيرا للعدل جزاء مشاركته في الانقلاب ضد الرئيسة البرازيلية المنتخبة وتحييد منافسه الذي كانت كل المؤشرات تشير الى ان اغلبية الشعب البرازيلي ترغب في عودته، ليس لانه نقل البرازيل الى مصاف الدول الصاعدة كما يروج، وهذا صحيح، بل لانه عمل على اذماج الفقراء والشعوب الاصلية، التي كانت محرومة من المواطنة، وتمكينها اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا، وهذا مالم يغفره له العنصريون.
محمد نجيب كومينة / الرباط